عن الخوف عند الأطفال (1 من 2)
دور التربية وأثرها فى خوف الطفل
– ما هو تعريف الخوف؟
لا يوجد تعريف محدد للخوف، فهو انفعال طبيعى وضعه الله أساسا فى نفوسنا لنتجنب الخطر، وهو لذلك ضرورى ومفيد، وهو يرجع إلى ضرورة الهرب أو الاستعداد للقتال عند الحيوانات حفاظا على النوع
– إذن فمن الطبيعى أن يخاف الإنسان، فلماذا يبالغ الناس فى الكلام عن الخوف عند الأطفال؟
طبعا من الطبيعى أن يخاف الناس، والطفل كذلك، لكن الخطر يكمن فى أننا لا ننمى الخوف الطبيعى عند الطفل، وإنما نزرع أنواعا من الخوف تصدر منا نحن، وكأننا نطلب من الطفل أن يخاف نيابة عنا.
– مثل ماذا؟
الظلام لا يخيف الأطفال مثلا، إلا إذا حدث مفاجأة، وصاحبه بعض المبالغة من الكبار نتغلب، لكننا نحن الكبار نخاف الظلام لأسباب مكتسبة، فنروح نخيف أطفالنا من الظلام، أو ندعى حمايتهم من الظلام، فيخافون، وكأننا نعلمهم الخوف.
– وماذا عن الخوف من الحيوانات؟
الأصل أن الطفل يحب الحيوانات ما لم يؤذ من بعضهم، وهنا يصبح الخوف ليس من الحيوان، وإنما ارتباطا بخبرة سابقة مؤلمة، والطفل يمكن أن يلعب مثلا مع حيوان مفترس لأنه لا يعرف أنه مفترس، وليس معنى هذا أن نتركه يتعرض للخطر لمجرد أنه لا يعرف طبيعة الخطر.
– وماذا عن الخوف الذى يصل الأطفال من أفلام الرعب؟
هناك فرق بين حواديت زمان، فيها ما يخيف فعلا مثل النداهة أو أبو رجل مسلوخة، وبين أفلام الرعب والفزع، وأحسب أن النوع الأول كان يترك للطفل مجالا للخيال يلاعب فيه الخوف إن صح التعبير، فيقلله، ويزيد منه، ويتحرك خلاله، أما أفلام الرعب فهى ماثلة أما حواسه، وبالتالى قد تنطبع فى وعيه حتى تؤثر عليه فى أحلامه ثم فى يقظته، وهى ليست لها وظيفة تربوية، وإن كان من الصعب منعها فلا بد أن نناقشها مع الطفل بشكل أو بآخر.
– وهل يتساوى الخوف من أفلام الرعب مع الخوف مما ينشر فى الصحف من جرائم، وخاصة جرائم القتل والتشويه، وما شابه؟
أظن أن من الصعب التعميم، فما ينشر فى الصحف قد يكون أخف من حيث أنه لا يقع مباشرة على الحواس، ولكنه قد يكون أبشع لو أن الكتابة عن الجريمة وصلت إلى درجة ذكر تفاصيل بشعة لكيفية ارتكاب الجريمة أو تشويه الجثة أو مثل ذلك، فهنا يبالغ الطفل فى خياله ويتصور أنه معرض لمثل ذلك الاحتمال دون ذنب جناه وماذا عن الخوف من المؤثرات العادية المفروض أنها لا تخيف، مثل الخوف من الذهاب إلى المدرسة أو الخوف من الامتحان لا، هناك فرق بين الخوف من الذهاب إلى المدرسة، والخوف من الامتحان، فالخوف من الامتحان وخاصة فى سن أكبر قليلا هو شئ طبيعى، وكلما كان الطالب طموحا ومتفوقا خاف أكثر لحرصه على الدرجات والأداء المثالى أما الخو ف من المدرسة فهو قد يصيب الأطفال بين الرابعة والثانية عشر وأحيانا بعد ذلك، وهو إما أن يكون مرتبطا بخبرة سيئة عاناها فى المدرسة، وإما يكون مرتبطا بتعلق زائد بالمنزل وما يلقاه فيه من حماية، وكثيرا ما يكون دليلا على الاكتئاب بشكل أو بآخر. وعلاجه يأتى بإزالة أسبابه من ناحية وأحيانا بمضادات الاكتئآب إذا لزم الأمر.
– والخوف من الحشرات؟ والفئران مثلا؟ فمن المشهور أن النساء هن اللائى يخفن من الفئران بشكل خاص، ولعل هذا الخوف الذى نراه فى الأطفال من الفئران هو خوف مكتسب يقلد فيه الطفل أمه، أما الخوف من الحشرات فهذا يعتمد على نوع الحشرة والخبرة السابقة، وهل هناك أنواع من الخوف تعتبر مرضية؟
طبعا، وهى كذلك عن الكبار والصغار على حد سواء، وتسمى أحيانا الرهاب، فهناك الخوف من الأماكن المغلقة والصغيرة (مثل المصاعد = الأسانسير)، وهناك الخوف من الأماكن المتسعة، والخوف من الزحام، والخوف من الأماكن العالية، وقد تظهر هذه المخاوف أكثر عن الأطفال، لكنها عادة ما تقل بمرور الزمن.
– وما علاج الخوف إذن إن كان مرضا؟
مهم جدا شرط إن كان مرضا هذا، لأن أول علاج للخوف هو أن نعتبره أمرا طبيعيا، ثم أن نفصل خوف الكبار عن خوف الصغار، وأن نحرص تماما ألا نتحدث أمام الأطفال عن أمور أكبر من تصور هم لمجرد أنها تهمنا، مثل أثار ثقب الأوزون، أو تشويهات القنبلة الذرية، أو خطر المجاعات القادم، فهذه كلها أمور تبعث على عدم الأمان الذى أقل مظاهره إعلان الخوف مباشرة ثم علينا بعد ذلك أن نقبل الخوف الذى يتناسب مع المؤثر الذى يخيف، وأن نتخلص من العوامل الزائدة التى جعلت الخوف مبالغا فيه عند الطفل.
وأخيرا لا ننصح إطلاقا باستعمال المهدئات، أو حتى مضادات الاكتئاب التى سبق الإشارة إليها إلا فى الحالات النادرة وتحت إشراف طبيب مختص.
- هل هناك فرق بين الخوف والجبن؟
طبعا، الخوف شعور طبيعى وتفاعل مناسب ضد الخطر، أما الجبن فهو سمة من سمات الشخصية، وهو خلق سيئ يدل عل تفضيل الهرب من المواجهة، وربما قبول الذل بدلا من التعبير عن الرأى وتحمل المسئولية
*****
كيف تساعدك مؤسسة الرخاوى؟
توفر مؤسسة الرخاوى بعض الورش العلاجية لتطوير وتنمية مهارات الطفل وتحسين الوظائف المعرفية والمهارات الحركية الدقيقة والمهارات الحركية والمهارات الاجتماعية من خلال مركز دايماً أصحاب التى تٌقدم للأسرة لتطوير سمات شخصية الطفل