fbpx

عن الجسد والجسم

مقتطفــــات من نشرة “الإنسان والتطور” بتاريخ: 19/10/2019

نحن نقدم الجسد‏ ‏هنا‏ ‏بمفهومين‏ ‏متداخلين‏، ‏لا‏ ‏ينفصلان‏ (ليس ‏كما‏ ‏حاولت‏ ‏الفلسفة‏ ‏الوجودية‏ ‏أن‏ ‏تفعل)

*** ***

هو‏ ‏الجسد‏ ‏الفيزيائى ‏الذى ‏يشغل‏ ‏حيزا‏ ‏حقيقيا‏ ‏فى ‏الوجود‏، ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏نفضل‏ ‏أن‏ ‏نقصـر‏ ‏لفظ‏ ‏الجسد‏ ‏عليه

*** ***

من‏ ‏ناحية‏ ‏أخرى ‏هو‏ ‏الحضور‏ ‏الحركى ‏المتجسد‏ ‏للوعى ‏سواء‏ ‏لَبِسَ‏ ‏الجسد‏ ‏الفيزيائى ‏أم‏ ‏لا‏، ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏نميل‏ ‏إلى ‏تسميته‏ ‏الجسم

*** ***

المفروض‏ ‏طبيعيا‏ ‏ألا‏ ‏يكون‏ ‏ثم‏ ‏فرق‏ ‏بين‏ ‏هذا‏ ‏وذاك‏، ‏إلا‏ ‏أن‏ ظروف ما آل إليه ‏تطور‏ ‏الإنسان‏، ‏قد جعلته يتنازل جزئيا‏ ‏عن‏ فاعلية ‏النشاط‏ ‏الحركى ‏الفعلى ‏كلغة‏ ‏أساسية‏ ‏وحضور‏ ‏ضرورى ‏لتعميق‏ ‏الوجود

*** ***

أن مشاركة الجسد(الفيزيقى) فى حركية الحرية تعتمد على مدى مطابقته للجسم (الوعى المتعين فى الجسد)

*** ***

إن كانت المطابقة كاملة – نظريا – فإن ما يسرى على الجسد يسرى على الجسم، إلا أن واقع الحال يشير إلى ان المطابقة دائما نسبية

*** ***

المطابقة- تزيد فى حالة الإبداع وتقل فى حالة العادية، أما فى حالة الجنون فهى تختلف بحسب نوع الجنون ومرحلته، فقد ينفصلان تماما وهذا أقرب إلى ما أسماه هـ. لانج (3) “النفس المنتزعة من جسدها

*** ***

على النقيض من ذلك فإنه قد يلتحم الجسد (الفيزيقى) بالجسم (الوعى المتعين) Concretized Consciousness بتطابق فجائى وحاسم دون تمهيد أو إبداع أو استيعاب

*** ***

أن اختفاء الجسد أعضاء وخلايا قد يصحبه اختفاء الجسم وعيا متعينا، إذا لم يكن صاحبهما قد تحرك حرَّا مبدعاً متجادلا مع الوعى الكونى بدرجة كافية (مساحة الحالة الإبداعية)

*** ***

أما إذا كانت حالة العادية هى الغالبة فقد يكون اختفاء الجسد نذيرا باختفاء الجسم معه كله أو باستثناء بقايا متناثرة تمثل نشازا

*** ***

أن تناول مسألة الحرية من خلال هذا المنظور لكل من الجسد والجسم يتجلى بشكل متنوع بقدر درجة التطابق، والمرونة، والحركية، مساحة ممارسة حالات الإبداع والجنون والعادية، وتناوبها مع بعضهما البعض.

*** ***

يمكن‏ ‏أن‏ ‏يمثل‏ ‏هذا‏ ‏الجسد‏0(‏العياني‏/‏الحسي‏/‏الحركي/‏اللحم‏/ ‏الدم‏) ‏سجنا‏ ‏لحركية‏ ‏الفكر‏ (‏ضد‏ ‏الحرية‏)، ‏كما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏هو‏ ‏الوسط‏ ‏المرن‏ ‏الذى ‏يسمح‏ ‏بازدهار‏ ‏خصوبة‏ ‏حركية‏ ‏الفكر (6)، مساهما فعالا فى ذلك

*** ***

أما‏ ‏فى ‏علاج‏ ‏الحرمان‏ ‏من‏ ‏النوم‏ (9) ‏فقد‏ ‏لا‏‏حظنا‏ ‏أن‏ ‏كسر‏ ‏نمطية‏ ‏الإيقاع‏ ‏اليوماوى (‏اليوماوى/‏السركادىcircadian‏) بالسهر‏ ‏المتصل‏ ‏ليلا‏ ‏ونهارا‏ ‏عدة‏ ‏أيام‏ ‏إلى ‏أسبوع‏ ‏فأكثر‏، ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏إنما‏ ‏يكسر دوائر الإيقاعية الحيوية المنغلقة على نفسها

*** ***

 ‏إن‏ “‏المفهوم‏ ‏الثابت‏” ‏و‏”‏الضلال‏ ‏الغائر‏” ‏ينغرسان‏ ‏فى ‏الجسد‏ (‏الجسم‏) ‏جنبا‏ ‏إلى ‏جنب‏ ‏مع‏ ‏انغراسهما‏ ‏فى ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏موقع‏ ‏ومساحة‏ ‏من‏ ‏خلايا‏ ‏المخ‏”‏

*** ***

إن‏ ‏المفهوم‏ ‏الفكرى ‏الثابت‏ ‏حتى ‏الجمود‏ (‏فالإعاقة‏) ‏هو‏ ‏منغرس‏ ‏فى ‏الجسد‏ ‏كله‏ ‏بقدر‏ ‏ثباته‏ ‏فى ‏خلايا‏ ‏المخ‏.‏

*** ***

إن‏ ‏الحركة‏ ‏المنتظمة‏ ‏فى ‏دورات‏ ‏النوم‏/‏الحلم‏/‏اليقظة‏ ‏قادرة‏ ‏على ‏تعتعة‏ ‏هذا‏ ‏المفهوم‏ ‏الجامد‏ ‏أثناء‏ ‏النوم‏، ‏ومن‏ ‏منطلق‏ ‏خلايا‏ ‏المخ‏ ‏أساسا‏ ‏والجسد‏ ‏تال‏ ‏لذلك

*** ***

إذا‏ ‏كان‏ ‏للكلمة‏ “‏جسمٌ”‏ ‏يـُمسَك‏ ‏لو‏ ‏أنها‏ ‏حملت‏ ‏معناها‏ ‏فعلا‏، ‏فهى ‏أيضا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تنغرس‏ ‏فى ‏جسد‏ ‏من‏ ‏لحم‏ ‏ودم

*** ***

احترام‏ “‏الكلمة‏” ‏جسما‏ ‏ووعيا‏، وليست مجرد رمز أو تجريد، ‏دون‏ أن تنفصل‏ ‏عن‏ ‏الجسد‏، ‏وأخيرا‏ ‏احترام‏ ‏الوصلة‏ ‏النشطة‏ ‏والكامنة‏ ‏بينهما‏، ‏أى ‏بين‏ ‏الكلمة‏ ‏والجسد

اترك تعليقاً

إغلاق