عن إيجابيات الخوف
-
الخوف موجود منذ وجدنا، وهو مثل كل الغرائز والوجدان ، مفيد عبر تاريخ التطور كله فهو انفعال بقائى ضرورى مرتبط بدرجة ما - مهما ضؤلت - بإدراك اقتراب أو توقع قرب وقوع خطر ما، بما يستتبع ذلك من استثارة برنامج “الكر والفر” الدفاعية الطبيعية.
- يتميز الإنسان بدرجة خاصة من الوعى بحيث يصبح الخوف عاطفة مثيرة ومُـنَـبِّـهة ودافعة حتى لو لم يرتبط بالكر والفر حالا.
- يتميز الإنسان أيضا بتعدد مستويات وجوده (وعيه) حتى أنه يمكن أن يعى خطر الداخل (الحقيقى أو المتخيل) بنفس آلية إدراك خطر الخارج، ولكن ليس بنفس نوعية اختلاف الدرجات .
- من أبرز تجليات إيجابيات هذا الوجدان(الخوف) فى الإنسان : حدة الانتباه وتحضير الجسد والفكر لمختلف الاحتمالات، وحشد الآليات الدفاعية الآن، ومستقبلا.
- إن إنكار هذا الانفعال/الوجدان من حيث المبدأ هو نوع من الكبت الذى إذا زاد قد يؤدى إلى التعامل مع هذه الغريزة بدفاعات وميكانزمات مشوِّهة أو معطـِّلة أو منحرفة.
-
إنه مع اضطراد النضج والاستغناء تدرجيا عن فرط التعامل بالميكانزمات، تتاح الفرصة للتعامل مع الخوف كما يجرى مع أية غريزة فى مسار نموها، وذلك: بالقبول والاعتراف، فالاحتواء والتخطيط والإبداع،