ظاهرة الانتحار
ظاهرة الانتحار
نحن لا نعلم أولادنا ولا نتعلم كيف نمارس علاقتنا بالحياة التى هى منحة من ربنا، وهو الأوحد الذى له حق إنهائها، ثم إن هذا الانفصال عن الباقيين، الأسرة والمجتمع الحقيقى، وعن معنى نعم الله علينا بالحياة، وعن الأمل والطموح كل ذلك هو الذى يدفع الشباب بالذات إلى اختصار الطريق، وإنهاء هذه المهمة الصعبة (الحياة).
وأعتقد أيضا أنه لم يعد هناك حوار بين الأصغر والأكبر، لا بين الأبناء والبنات وذويهم، ولا بين الطلبة ومدرسيهم، فقد احتل “الزفت” المسمى “الموبايل” والقطران (النت) مكان كل هؤلاء، وأصبحا هذا وذاك: هما المصدر الأساسى للجيل الأصغر يعلمهم إضاعة الوقت، والاستهتار بنعم الله (الحياة) والتخلى عن مسئوليتها (الموت) فهو الانتحار.
الموبيل و النت لم يحتل مكان هؤلاء. هو احتل الفراغ الذي تركه هؤلاء. أي إنسان يتمنى أن يجد من بجانبه في الواقع. فإن لم يجده في الواقع بحث عنه في العالم الافتراضي. فإن لم يجده في العالم الافتراضي وجد لعبة على الموبيل تملأ الفراغ.