ظاهرة أطفال الشوارع
أطفال الشوارع هل هم ضحية أم مجنى عليهم؟
فى ظاهرة أطفال الشوارع، ولماذا تزداد هذه الظاهرة مع كل هذا التقدم؟
بصراحة أنا لا أميل إلى تصديق أن هذه الظاهرة ومثلها يزداد لمجرد أن الصحف تنشر حوادثهم، أو صور بعضهم، إننا لكى نسمى سلوكا معينا ظاهرة لابد أن يصل إلى عدد معين لا أظن، والحمد لله أن مجتمعاتنا العربية قد وصلت إليه، ثم إننا لكى نقول إن ظاهرة ما قد زادت لا بد أن تكون عندنا أرقام سابقة نقارنها بالأرقام الحالية وبعد كل هذه التحذيرات فإنه لو كانت أعداد أطفال الشوارع قد زادوا فعلا فإن الأسباب هى الفقر، وتفكك الأسرة، وأزمة المساكن، وتوقف التعليم، وهى أسباب عامة وتقليدية، وليس فى مدى علمى أسباب خاصة بمجتمعاتنا أكثر من ذلك.
- ما هى الأمراض النفسية التى يمكن أن تتولد لدى أطفال الشوارع؟
هذه الفئة معرضة لجميع الأمراض النفسية فى الطفولة، وبخاصة ما يسمى اضطرابات السلوك، وذلك لأن تعرض هؤلاء الأطفال لضغوط غير محسوبة، واحتمال استغلالهم من مجرمين محترفين، واختلاطهم بأمثالهم دون رعاية أسرية، كل ذلك يعرضهم إلى هذا النوع من الضطراب بشكل أو بآخر.
– من هو الشخص الذى يمكن أن نطلق عليه إنه قدوة بالنسبة للطفل من الناحية النفسية؟
هو كل شخص يمكن أن يتقمصه الطفل معجبا منبهرا، سواء كان هذا التقمص شعوريا أو غير شعوري، ويشمل ذلك الوالدين والمدرسين، والزعماء ثم اتسعت الدائرة لتشمل أبطال السينما ولاعبى الكرة، ثم بعد دخول الطبق الفضائى إلى بيوتنا أصبحنا عرضة أن نستورد قدوات أولادنا من أشخاص عالميين سواء كانوا خيرين أم غير ذلك.
- هل من الممكن أن يتخذ الطفل له قدوة من شخصية خيالية؟
طبعا وخاصة بعد أن أصبحت صورة الأب مهتزة، واختفى الزعيم الوطنى الذى نتحدث عنه مع أولادنا ونحن نتسامر، وكذلك اختفى المدرس القريب إلى قلوب الأولاد والبنات داخل وخارج الفصل، وأيضا اختفت القدوة الدينية وحل محلها الترهيب والترغيب دون سواهما، كل ذلك أصبح مدعاة إلى أن يتخذ الطفل قدوة من الخيال سواء استمد هذا الخيال من التليفزيون، أو القصص التى يقرأها، أو حتى اخترع صورة خاصة من وحى شطحاته.
– ما هى الآثارالنفسية المترتبة على عمالة الأطفال المتواجدين فى الشوارع حول إشارات المرور، يبيعون المناديل والفل وأكياس الليمون؟
أولا: هذه ظاهرة سيئة اجتماعيا وأخلاقيا لكنها ليست فى المقام الأول سيئة نفسيا بمعنى أن الحالة النفسية هى جزء من قبح الظاهرة وليست مرضا مختصا يصاب به هؤلاء الأطفال بشكل خاص.
ثانيا: إذا كان نظام الدولة يسمح بذلك فأنا أرى أنه فى مجتمع فقير مثل مجتمعنا يمكن أن نرى أن هذه الظاهرة هى فرصة جيدة للأطفال يعرفون من خلالها طبيعة الحياة ومعنى القرش منذ سن مبكرة.
أما إذا كانوا يخالفون بذلك القانون، فهم إما أنهم سوف يتعلمون من صغرهم الاستهتار بالقانون، ما دام عجز عن منعهم هكذا، كذلك إذا كانوا يعملون قهرا لحساب معلمين مستغلين فإنهم أيضا سوف يتعلمون الذل والاغتراب مبكرة.
وأخيرا: فإن هؤلاء الأطفال قد يتعلمون الجريمة من خلال تعليمهم كيف يستهزئون هكذا بالقانون منذ البداية.
فالمسألة الجديرة بالبحث هى أن نعرف أنه: إما قانون يطبق 100 % أم لا،وذلك قبل أن نبحث ونتكلم عن عقد وغيرها أما لو كان هؤلاء الأطفال يتخفون تحت إسم ما يبيعون فيذلون أنفسهم وهم يبيعون لدرجة التسول، فلا وألف مرة لا.
*****
كيف تساعدك مؤسسة الرخاوى؟
توفر مؤسسة الرخاوى بعض الورش العلاجية لتطوير وتنمية مهارات الطفل وتحسين الوظائف المعرفية والمهارات الحركية الدقيقة والمهارات الحركية والمهارات الاجتماعية من خلال مركز دايماً أصحاب التى تٌقدم للأسرة لتطوير سمات شخصية الطفل