صور البطولة الخارقة والقيم المستوردة (تكملة 2)
– فهل نريد يا ترى أهذا هو ما نريده تماما لأطفالنا؟
وقبل أن أواصل الأعتراض أو التحفظ، أذكر نفسى والقارئ أن صور البطولة العربية والإسلامية التى تقدم فى بعض محاولات مجلات الطفل العربى وبرامج التليفزيون ليست هى الصورة المثلى التى تنمى ما نتصور أنه ينتمى إلى حضارتنا أو ينادى به ديننا، فهى صور أغلبها أحادى الجانب، مسطح الأبعاد، ليس فيه عمق الخيال، ولا شطح تلقائية الفطرة، ولا ثراء الغيب، وهى صور يغلب عليها البعد الأخلاقى، والبعد المثالى، والبعد النصائحى، يغلب عليها كل ذلك حتى يجعلها منفرة، وذات أثر عكسى.
وعندنا أدباء عظام يكتبون للطفل، ولكن ليس عندنا الآله الإعلامية التى تستغل كتاباتهم استغلالا قادرا على أن ينافس قيم القوة المطلقة والسيطرة التنافسة، والحرية المشبوهة.
ثم إن عندنا ما نعتز به من تاريخ، ومن حاضر واعد، فخذ مثلا هذه القيم ومقابلاتها مما يرد إلينا منهم:
الفروسية ( فى مقابل قيمة السيطرة)، النجدة (فى مقابل قيمة الحذق والشطارة)، الطيبة القوية (فى مقابل قيم السذاجة)، الاستجارة والإجارة (فى مقابل قيمة التأمين) ومرة أخرى أنا أقرأ ميكى (وليس سوبر ميكى)، وأشاهد توم وجيرى، (وليس الرجل الأخضر)، وأحب أغانى هجاء أيام الدراسة، وأسخر من أغانى نفاق المدرسة، وذلك منذ كنت طفلا وحتى الآن.