صور البطولة الخارقة والقيم المستوردة
– فى هذه الفترة التى يتحسس فيها العالم معالم ما يسمى “النظام العالمى الجديد” والذى لم تتحدد أبعاده بعد، ينظر كل إنسان فى نفسه ومن حوله وإلى أبنائه وبناته، ليتساءل كيف وإلى أين؟
وفى نفس الوقت ننظر إلى المستقبل الجامح ونحن نعد أطفالنا له، ولاندرى كيف نصيغهم ليتحملوا مسئوليته، وليساهموا فى شرف حضارته.
تعالوا نرى النماذج المستوردة
سوبر ميكى (وليس ميكى)، والرجل الأخضر، وتان تان، والمصارعة فى التليفزيون،…إلخ والاختباء فى ظاهر الدين يلف رؤوس الكبار، ويتخلل لحاهم، وكأنهم قد أبرأوا ذممهم بلبس قشرة الإسلام والروح الجاهلية. ثم يفرضون ذلك على أطفال المدارس وكأنهم حققوا حضارة الإسلام غير مهتمين بنفس القدر بتنمية القيم الإنسانية التى قدمها.
ولابد من إعلان موقفى ابتداء وأمانة، وهو أننى لو خيرت بين قهر الطفل تحت قشرة شبه دينية لا يعرف معناها، وبين تشويه عقله بأساطير القوة المستوردة، لاخترت الأخيرة، أملا فى أن يلفظها حين يكبر ويعرف حقيقة انتمائه وجوهر دينه.
لكن هذا لا يعنى الاستسلام دون شروط للقيم النابعة من قشور الحضارة الغربية مثل: قيمة القوة والسيطرة، وقيمة الرفاهية، ووقيمة الحرية التى أسموها حقوق الإنسان (رغم سيطرة المافيا ومراكز القوى الصهيونية والاستهلاكية) وحين تكون هذه هى القيم الرائجة، فلا ضير عليهم أن يقدموا لأطفالهم ما يخدم هذه القيم.