حالة المصريين النفسية فى ظل أزمة كورونا
حالة من الهلع سيطرت على العالم، بعد تفشى وباء فيروس «كورونا»، الأمر الذى تحول سريعًا لإجراءات صارمة اتخذتها الدول، تقضى جميعها بالتباعد الاجتماعي، والخروج عن المألوف وطبيعة البشر في الالتزام بالبقاء في المنازل فترات طويلة، ما قد يترتب عليه تغير في السلوكيات البشرية خلال الفترات المقبلة، نتيجة الضغوط الإنسانية والنفسية والمالية
■ كيف ترى حالة المصريين النفسية الآن في ظل أزمة كورونا والإجراءات التى تتبعها الدولة؟
– لا أستطيع التعميم، فكل منطقة لها ثقافتها الفرعية، فحالة المصريين في المدن غيرها في الريف، وحالتهم في القاهرة غير حالتهم في أسوان أو دمياط، لكن عموما ما يصلنى أنهم أكثر التزاما مما كانت السلطات تتصور، وأيضا مما كانوا هم يتصورون، وكذلك أعتقد أنهم أكثر تحملا، وغالبا أكثر إيمانا واحتراما للقدر وتوجها إلى الله يسألونه اللطف في قضائه «اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه“.
■ وهل هناك تفسير لعدم مبالاة الكثيرين بخطورة كورونا؟
– الذين لا يبالون بخطورة كورونا هم إحدى ثلاث فرق.
الأولى: هم الذين لا يثقون في الدولة وأرقامها وإعلامها وأخبارها.
والثانية: هم الذين يفضلون الاعتماد على رحمة الله وقدرته، وأنه هو وحده القادر على نجاتهم من هذا الخطر، الذى ليس لهم ذنب فيه، ويبالغون في هذا الاعتماد على حساب الأخذ بأسباب الوقاية.
والثالثة: هم الذين يتوهمون في أنفسهم الشجاعة والقدرة على حماية أنفسهم بطريقتهم الخاصة فيستهينون بأى أنظمة رسمية يعتقدون أنها غير كافية أو غير لازمة فيغامرون على مسئوليتهم.
■ شعور البعض بالإصابة بكورونا هل له علاقة بالخوف من الوباء؟ وكيف يتم التغلب على هذا؟
– أعراض الكورونا ليست محددة ولا ثابتة، خاصة في البداية، وهى تتداخل مع أعراض أمراض شائعة كثيرة ومنتشرة، مثل البرد العادى، والأنفلونزا، والالتهاب الشعبى وكثير من الحميات، ولا يمكن الجزم إكلينيكيا، ولا حتى معمليا بأنها نتيجة للكورونا أو غيرها بشكل حاسم إلا بفحص معملى وخاصة في المراحل الأولى للمرض.
ومع كل هذا الغموض فإن المتوقع أن يزداد الخوف خاصة إذا تذكرنا أن هذه الأعراض التى تبدو ضعيفة هكذا تتطور بسرعة في حالات ضعف المقاومة حتى تنقض على المريض بإنهاء حياته وبسرعة، فكيف لا نفزع والعدو بهذا الخبث وهذه الخطورة في نفس الوقت.
تم نشر الحوار الأصلى للأستاذ الدكتور/ يحيى الرخاوى فى “البوابة نيوز” 6 مايو 2020