تنوع العلاجات فى حالات الإدمان (1 من 3)
أولاً: العقاقير - ثانياً: جلسات العلاج الفيزيائى (تنظيم إيقاع المخ)
ليس معنى التركيز على المجتمع العلاجى وعلى التأهيل والعلاجات الجماعية أن المدمن لا يحتاج إلى العلاجات الأخرى.
أن وجود كل العلاجات المتاحة من عقاقير مناسبة سواء كانت مهدئة (نيورولبتات) أو مضادة للأكتئاب أو منظمة للوجدان وكذلك احتمال استعمال منظمات إيقاع الدماغ (ما كان يسمى بعلاج التشنجات الكهربية) وجود هذا وذاك يسمح للمعالج أن يمارس التأهيل وينفذ البرنامج بشجاعة أكبر وأقدام راسخة، لأنه يملك أدوات ناجحة للإقلال من المضاعفات وتجنب الخطر.
وفيما يلى أشارة لاستعمال العلاجات الأخرى الأساسية والمساعدة على حد سواء:
أولاً: العقاقير
لا تعطى العقاقير للمدمن عادة إلا فى مراحل بذاتها، ولأهداف محددة، كما تقدر مدة إعطائها وجرعتها بمحكات ترتبط بتحقيق الهدف الذى استلزم إعطاءها فى هذه المرحلة بالذات. ومن ذلك:
(1) تعطى العقاقير المناسبة (وليس بالضرورة البديلة) أثناء فترة السحب، مع الإجراءات الأخرى، ولمدة بضعة أيام عادة، ويكون المؤشر الأول لكفاءتها هو كم النوم، وإلى درجة أقل نوع النوم.
(2) ثم يتجه الأمر إلى التوقف نهائيا عن العقاقير، وعلينا أن نتمسك بهذه القاعدة تمشيا مع الفرض الأساسى الذى ينبّه إلى أن الإدمان الطبى (بالتطبيب الكيميائى البحت) هو السبيل الموازى للإدمان التلقائى، وله مخاطره التى سبق الإشارة إليها، ثم إننا نرى أن المدمن يحتاج إلى -ويصر على- تعاطى “أى شيء” طول الوقت (أى قرص، أى حقنة..إلخ).
(3) ولا تعطى للمدمن بشكل منتظم بالذات أى نوع من المهدئات الخفيفة (من مركبات الديازبين بالذات) إلا فى حالات نادرة وفى مرحلة الانسحاب.
(4) وقد نعطى مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان فى الحالات التى تشير إلى وجود هذا أو ذاك مرضا كامنا أو مصاحبا وخصوصا فى المرحلة المتوسطة الصعبة السالف الإشارة إليها.
(5) وفى بعض حالات اضطراب الشخصية، وخاصة التى تظهر فى شكل هياج نزوى قد نعطى العقاقير المضادة للذهان وأحيانا للصرع (مع عدم وجود نوبات) بكميات هائلة قد تفوق الكميات التى نعطيها فى حالات الذهان الحادة، وقد نلاحظ فى كثير من الحالات أن المدمن يتحمل جرعات عملاقة من هذه العقاقير دون أن تظهر عليه مضاعفات جانبية، ودون أن يعلن عدم تحمله لهذه الجرعات الزائدة، علما بأن هذا النوع من العقاقير لا يعطى أية راحة من التى تعطيها كل الأنواع الأخرى المحدثة للإدمان (الطبية وغير الطبية).
(6) مهما كان السبب، ومهما بلغت كمية العقاقير، فإن الاتجاه يكون ملحا لإيقاف كل العقاقير، و قد يتم الإيقاف فجأة، ونعتبر أن تكرار عملية الإعطاء لجرعات عملاقة متبادلا مع الإيقاف فجأة، من أهم ما يمكن أن يحرك تركيبا جامدا فى الدماغ، بحيث تتاح الفرصة لإرسال رسائل جديدة من خلال نشاط المجتمع العلاجي.
ثانياً: جلسات العلاج الفيزيائى (تنظيم إيقاع المخ)
لا تختلف فكرة استعمال جلسات تنظيم إيقاع المخ بالنسبة للمدمن عنها بالنسبة لأى تشخيص آخر بالطريقة التى سبق الإشارة إليها، إلا أنه فى ظاهر الأمر: يبدو أنه لا مكان لهذه الجلسات بالذات فى حالة الإدمان اللهم إلا نادراً.
إننا إذا تذكرنا أن هذه الجلسات لا تعطى فى المجتمع العلاجى للاكتئاب مثلا دون الفصام، وهى أيضا لا تعطى بمعنى العقاب، ولا بعشوائية غامضة، وإنما هى تعطى لترجيح مستوى من مستويات منظومات المخ الهيراركية على مستوى آخر تكاملا، ولدفع عجلة وقفت فى اتجاه مناسب،(بعد اختيار المعالج والمريض / المدمن سبيل التعافى) لكنها وجدت صعوبة فى الاستمرار، وهى تعطى أيضا لصقل خبرة وتثبيت نمط من مستويات الوعى يراد له أن يستعيد دوره بقيادة باقى المستويات فى الوقت المناسب، لو تذكرنا كل هذا، فإننا سوف نكتشف أن المدمن قد يحتاج لمثل ذلك.
مثلا:
* عند المواجهة المؤلمة الناضجة، وعند اتخاذ القرارمع الصعوبة
* وعند ظهور الاكتئاب مع وجود علاقة بالآخر (المعالج عادة)
* مع قرار ترجيح المستوى الإيجابى على المستوى السلبى للوعى على أرض الواقع ممايترتب عليه زيادة ألم نفسى لا يطاق..وهكذا.
كل ذلك يحتاج إلى تدريب حاذق ومحكات عملية من مجموع المعالجين لا مجال لتفصيلها.
كيف تساعدك مؤسسة الرخاوى؟
يوفّر العلاج النفسيّ الداخليّ بمستشفى الرخّاويّ تقييمًا وعلاجًا مكثفًا من أجل تحقيق الاستقرار للمراهقين، والبالغين، وكبار السن المصابين باضطرابات نفسيّة
للحصول على مساعدة فى الحضور للمستشفى او احضار حالة اضغط هنا