1- إن العلاج النفسى هو جوهر الطب النفسى، وهو المميز الحقيقى لهذه المهنة، وهو الممارسة التى جوهرها تلك العلاقة بين إنسان ذى خبرة وإنسان فى محنة، بهدف تغيير سلوك مضطرب، أو معطل، أو طفيلى أو مغترب (بغض النظر عن المسمى فى معظم الأحوال)
2- إن العلاج الجمعى بصفة عامة هو صورة نشطة ومتطورة من العلاج النفسى.
3- إن مجرد تغيير السلوك (خاصة فى شكل أعراض)، أثناء العلاج النفسى أو بدونه، من خلال علاقة إنسان بإنسان ليس إيجابيا بصفة مطلقة، لأن اختفاء سلوك ما، مهما كان مزعجا، قد يتم على حساب نمو الشخصية أو على حساب التفاعل الوجدانى الأعمق أو على حساب “شخص آخر” (فى تفاعل وجدانى عميق مع صاحب الأعراض)، وعلى ذلك يكون اختفاء الأعراض ليس هدفا نهائيا فى كل الأحوال.
4- إن الطريقة التى تختفى بها الأعراض، والهدف من اختفائها، ومسيرة الفرد بعد اختفائها هى التى تحدد نوع هذا العلاج وموقعه بين العلاجات الأخرى.
5- لكل معالج أن يختار الطريقة التى تشحذ رؤيته، أو تعميه عن موقفه، هذا حق إنسانى صرف ليس لأحد أن يحرمه منه إلا بقدر حظه من ضريبة التنوير العام التى تتناسب مع مرحلة نمو مجتمعه عامة، لأنه من البديهى أن كل فرد – وكل معالج بالتالى – فى لحظة ما من مسار تطوره لا يستطيع غير ذلك، وبالتالى فإنه يحدد –شعوريا ولا شعوريا- طريقة العلاج والهدف منه على قدر الجرعة التى يتصور أنه يتحملها، وإلا فمن ذا ينقذه إذا تعرض لجرعة فوق طاقته وهو متحمل مسئولية علاج آخرين؟.