المجنون والعبقرى
ما الفرق بين مجنون مستشفى الأمراض العقلية والمجنون خارجها، وهل يمكن أن تدعى حالة عبقرى ما إلى وضعه فى مستشفى أو سجنه؟ متى تكون العبقرية خطرا؟
الخطأ فى التفرقة بين المجنون والعبقرى، بين مجنون داخل الأسوار ومجنون خارجها، هو خطأ وارد: فالخلط سهل، وأغلب الأنبياء إن لم يكن كلهم قد اتهموا بالجنون.
والمجتمع الذى يتحمل الاختلاف ويشجع الإبداع قد يسمح للمجنون أن يتجاوز فشله فيصبح عبقريا، أما المجتمع الذى تجمد حتى يمنع أى اجتهاد أو اختلاف فقد يقهرالعبقرى حتى يصبح مجنونا (فاشلا).
أما حكاية وضع العبقرى فى مستشفى للأمراض العقلية فهو وارد، أحيانا فى البداية وأحيانا فى النهاية، فنيتشة انتهى هناك، وكذلك فوكوه، ونجيب سرور دخل عدة مرات، ثم انتهى حالة كونه مبدعا وليس مجنونا، فالتراوح بين الفشل والنجاح، بين القبول والتخلى هو الذى يؤدى إلى مثل هذه المآسى التى لا يمكن تجنبها فى بعض الأحيان.