العلاج بالقرآن
يقول المعالجين بأن أطباء العلاج النفسى والعقلى لا يعترفون بالعلاج بالقرآن وذلك خوفا على أنفسهم وعلى مهنتهم.؟
أولا: أنا طبيب نفسى، وأعترف بالعلاج بالقرآن، فلماذا هذا التعميم، ولكننى أختلف فى الطريقة التفاصيل، فالقرآن الكريم ليس رقية، وليس رمزا فارغا، وليس تعليقة على الصدر فى إطار مذهب، أو على الحائط فى لوحة مزينة، القرآن هو فعل قائم بيننا، هو إلهام مستمر، هو اقتراب من الواقع وتنقية للفطرة وتأكيد للتناسق مع الكون الأعظم، فكيف لا يكون لهذا علاجا.
ثانيا: مسألة أن الأطباء لا يعرفون سببا لأغلب أنواع الصرع، فهذه من أكبر درجات الأمانة العلمية، ولكن ليس معنى اعتراف الأطباء بأن أسباب كثيرة من الأمراض (وليس الصرع فقط) ليست بعد فى متناولهم، ليس معنى ذلك أنهم ينبغى عليهم أن يستسلموا لأى تصور عابر أو سطحى لما لا يعرفون، بل على الآخرين أن يكونوا فى مثل أمانتهم ويعترفون بالجهل المفيد، وما أوتينا من العلم إلا قليلا.
ثالثا: ليس كل تشنج وغياب عن الوعى صرعا، وإنما أغلب التشنجات تقع تحت ما يسمى إنشقاق الوعى، وهو نوع من التنويم الذاتى، يصيب الشخصيات غير الناضجة والتى تتمتع بقابلية خاصة للإيحاء، وبالتالى فهذا النوع من الإغماء الذى يسميه العامة صرعا أيضا يستجيب لأى إيحاء علاجى سواء كان ذلك من خلال القرآن أم تراتيل الإنجيل أم تعاويذ بوذا قد يأتى بنتيجة طيبة، فلماذا الرفض؟ وفى نفس الوقت لماذا الاتهام المتبادل؟
وأنا شخصيا لا أقبل التحدى لأننى لم أنكر اكتمال فضلهم مادام المقياس هو مصلحة المرض العاجلة والآجلة، ليكون شخصا سليما منتجا.
ما هو تفسير سيادتكم إذا كان الجان لا يمس الانسان ولا يتلبسه -أقول- ماذا تفسرون اغماءه المريض وخروج صوت من جسده يحدث المعالج بالقرآن ويرد عليه.؟
أكرر إننى لم أنكر المس، وإنما أنا أقول عن نفس الظاهرة قولا بأسماء أخرى، وهذا الذى يتلبس المريض هو ذات أخرى، هى فى داخلنا، وقد نسقطها على الخارج، ولها القدرة على الحديث بصوت آخر، وبلغة أخرى أحيانا، مثلما يحدث فى الحلم تماما، ومثلما يحدث لمن يتكلم أثناء النوم، أو حتى يمشى أثناء النوم، فهل أنكر الحلم أيضا؟ الإنسان كائن متعدد طبقات الشعور، وكل طبقة لها مواصفاتها واستقلاليتها أحيانا (فى الحلم فى الأحوال العادية، وفى مثل هذه المظاهر الانشقاقية التى تسمى مسا) وأى علاج يساعد الإنسان أن يقبل تعدد وجوده هو علاج ميد شريطة ألا يسلب الإنسان إرادته فيصبح تابعا بغيره.
خلاصة القول: إن القرآن فيه شفاء للناس، بالحق والعمل، والإيمان وتعميق الفطرة، والقرب من الواقع وتكامل الإنسان،
أما أن أستسلم لغيرى، وأفقد إرادتى، ؤأتنازل عن شرف وعيى سواء لمن يتبرك بالقرآن لفظا لا فعلا، أو من يقدس الكيمياء تخديرا لا تنظيما فهذا ما ينبغى أن نرفضه بكل تأكيد.