العالم يعاد تنظيمه، رضينا أم لم نرض!!!
العالم يعاد تنظيمه، رضينا أم لم نرض، وعينا بذلك أم أنكرناه، وهو لا يعاد تنظيمه حسب مشيئة السادة فى البيت الأبيض أو البيت الأحمر فحسب، بل هو يعاد تنظيمه حسب قوانين التطور التى وضعها الله سبحانه فى الكون والإنسان على حد سواء، هذه القوانين ليست مطلقة أو دائمة إلا من حيث المبدأ. هى متغيرة ومتطورة ما تغيرت اللغة والتفاصيل والمرحلة التاريخية.
العالم يعاد تشكيلة من أسفل ومن أعلى، المنتصر ليس هو الأضخم تسليحا أو الأوفر مالا. المنتصر هو الأطول نفسا، والأكثر مثابرة، والأنفع تعميرا، والأعمق نبضا. المنتصر هو الجميل الذى لا ينتصر لنفسه دون خصمه، إنه ينتصر لنا جميعا.
الحكاية أن الإنسان المعاصر بكل وعيه وإنجازاته يعيش حاليا فى مفترق طرق حرج. صحيح أنه مرت به مثل هذه الخبرات واجتازها بنجاح رائع مرات ومرات، إلا أن هذه المرة تبدو أصعب لأنها تشمل كل الدنيا، ولأن الناس تعيشها بوعى أوضح.
الإنسان الآن يحصل على المعرفة بأسرع وأشمل مما مر به طوال تاريخه، لكن هذه المعرفة ذاتها، وبهذه السرعة هى هى التى تهدد بقاءه واستمراره.
فى مقدمة ترجمته لكتاب فوكوياما الجديد عن نهاية الإنسان يقتبس د. أحمد مستجير من كل رجال الملك لروبرت دراين، ما يلى… إنه (الإنسان) لا يستطيع أن يعرف إذا كانت المعرفة ستنقذه أم أنها ستقتلة، سيقتل، نعم، لكنه لا يستطيع أن يعرف ما إذا كان قد قتل بسبب المعرفة التى اكتسبها أم بسبب المعرفة التى لم يكتسبها، والتى كانت لتنقذه لو أنه عرفها’.
فى نفس الوقت يحذرنا د. نبيل على من ‘عنف المعلومات وإرهابها'(مجلة العربي-الكويتية-سبتمبر 2002) من أول احتلال الفضاء المعرفى وطغيان أجهزة الأعلام، حتى العصف بالعقول والتجويع المعرفى، والقمع الأيديولوجى. نفس الصديق، د. نبيل على، كان قد نبهنا فى كتابه الباكر عن’العرب وعصر المعلومات’ إلى أنه قد ’آن أوان الفزع’ إذا استمر تخلفنا المعلوماتى هكذا.
المقال الأصلى للأستاذ الدكتور / يحيى الرخاوى نشر فى:
الاهرام 7-10-2002
بعنوان: “المستضعفون يتراسلون إلكترونيا !!!”