الأم نفسيا وبيولوجيا
– من هى الأم نفسيا وبيولوجيا،
وهل هى فقط التى حملت وأرضعت أم هى أيضا التى ربت ورعت؟
- الأم هى الرحمة الممتدة فهى الرحم النفسى القادر على الإحاطة والرعاية لفترة بذاتها ثم لابد لكى يكون رحما (لا قبرا) أن يكون قادرا على المخاض، وعلى السماح بالاستقلال، والأم بهذه الصورة يمكن أن تكون الأم التى حملت وأرضعت كما يمكن أن تكون الأم التى رعت وأينعت.
لذلك فإن الطفل قد يكون قد لقى الرعاية والأمومة من غير من حملته سواء كان ذلك جنبا إلى جنب مع أمه، أو كان بديلا عن أمه.
وفى تقديرى أن هذا شىء طبيعى، وخاصة فى مجتمعاتنا حيث ما يسمى بالأسرة الممتدة أو الأسرة الكبيرة مازال قائما، فتقوم الجدة (للوالد أو للوالدة بدور الأم فى مثل هذه الأحوال)
– وهل هذا مفيد للطفل؟
بصراحة تتوقف الإجابة على ذلك على كيفية التبادل بين الأم الفعلية والأم البديلة، فإذا كانت الأدوار محددة، والأوقات محددة، والتعاون حقيقى فإن الطفل قد يصدق عليه المثل القائل زيادة الخير خيرين.
أما إذا كانت العلاقة بين الأم الحقيقية، والأم البديلة علاقة تنافس خفى، أو تـملك شديد، فإن الطفل لابد أن يعانى معاناة شديدة، والخطر أن هذه المعاناة قد لا تكون ظاهرة بوضوح فى أول الأمر لكنها قد تظهر آثارها حين يكبر ويصدم بما يثير هذا الأثر الذى مزقه فى الصغر.
– وهل توجد أمهات بديلة غير الجدتين؟
طبعا، فالشغالة “أم”، رضينا أم لم نرض، والمدرسة وخاصة فى مرحلة الحضانة، ثم الابتدائى، ثم أيضا الجارة أحيانا تقوم بدور الأم.
ولا شك أن التربية تحتاج إلى نوع من التماثل والتناغم الذى لابد أن يتفق عليه كل من يتصل بالطفل وخاصة من يقوم بدور مثل دور الأم.