عن بعض الأسئلة المحرجة عند الأطفال
اكتشاف ذكاء أطفالنا من خلال أسئلتهم
دائما ما يسأل الأطفال الكبار وهم فى سن صغير عن الله وأين هو وهل له أخوة وأب وأم وما شكله؟! وعن كيفية الإنجاب وما معنى الزواج وكيف جاء البشر وهى أسئلة محرجة ودقيقة تحتاج إلى وعى للأب وللأم لتوصيل المعلومة؟
هذه الأسئلة ليست فقط أسئلة الطفل، بل هى أسئلة الفلاسفة عبر التاريخ، والعلاقة بين أسئلة الطفل وأسئلة الفلاسفة علاقة وثيقة وشريفة، إلا أننا حين أصبحنا أوصياء على فطرة الله التى خلقنا الله عليها: سواء جاءت هذه الوصاية من فهم خاطئ للدين، أو جاءت من قهر أيديولوجية مستحدثة، وحين زادت هذه الوصاية رحنا نتجنب التفكير أصلا فى هذه المسائل لدرجة أنها أصبحت فى عداد المحرمات، ولا أستطيع أن أنصح بماذا نجيب الطفل إذا كنا نحن الكبار (بما فى ذلك الآباء والأمهات والمدرسين والمدرسات) نتجنب الإجابة عليها، بل إننا نتجنب طرحها كأسئلة أصلا، ثم إننا يمكن أن نكتشف ذكاء الطفل من خلال الأسئلة التى يطرحها.
مثلا السؤال عن الكون، تكون الإجابة عليه أنه كل العالم من حولنا الذى نعرفه والذى لا نعرفه مثل الأرض والشمس والنجوم وغير ذلك، وأن العقل البشرى لا يستطيع أن يلم بكل العالم، حتى الدش (الأقمار الصناعية) لا تبلغنا إلا بعض المعلومات دون سواها، ومع ذلك فقد وهبنا الله القدرة على أن نعرف كل يوم أكثر قليلا مما عرفنا أمس وهكذا.
أما السؤال عن الله فينبغى أن نؤكد على أمرين:
أولاً: عجزنا عن وصفه أو رسمه سبحانه حيث أنه ليس كمثله شئ، وفى هذه الحالة نسمح لخيال الطفل بما يستطيع دون الحديث فى التفصيل،
وثانياً علينا أن نؤكد على صفاته بما يليق بعقل الطفل، وخاصة صفتين هما: العدل والرحمة، ونضرب الأمثلة لذلك مما حولنا
أما لماذا خلقنا الله: فالإجابة عن أنه خلقنا أساسا لتعمير الأرض هامة جدا ومفيدة وبسيطة، وحتى إذا قلنا إنه خلقنا لنعبده فلابد أن نترجم ذلك إلى شكل العبادة كما تؤدى فى كل دين، وأن عبادة الله هى أيضا فى عمل الخير وتعمير الأرض.
أما كيف خلقنا: فإذا كانت المسألة ترتبط بالخلق الأول، فقصة سيدنا آدم بسيطة ويمكن تخيلها بسهولة.
وأما بالنسبة لأسئلة الأطفال عن كيفية الإنجاب وما معنى الزواج وكيف جاء البشر وهى أسئلة محرجة وما هو الرد السليم؟ وهل يتأثر الطفل نفسيا أو قد يصاب بمرض اذا خذله الأب أو الأم ولم يجيبوا عن هذه الأسئلة وما هى العواقب اذا كذب عليه وأكتشف الطفل الكذب؟
لابد أن نعرف أن الطفل يعرف كثيرا من الإجابات التى يسأل عنها، حتى فى مسائل الجنس والتكاثر، وأن أى مناورة عليه يجعل صورتنا فى نظرة غير لائقة، فنحن إما كذابون، وإما جهلة، وثمة نكتة مشهورة تقول (مع التحوير) إن طفلا سأل والديه، كيف جئت إلى هذه الدنيا، فأجاب الوالد: وجدناك صغيرا فى النادى فى لفة جميلة، فسأل أمه: وكيف جاءت أختى الصغرى فأجابت أمه: وجدناها تخرج من زهرة نضرة فى حديقة جميلة، فدهش الطفل وأكمل لوالديه، لماذا هكذا؟ ألم يكن عندكم “زواج” أيامها؟؟
ومع ذلك، علينا أن نتبع تلك الخطوات اجتهادا منا على كيفية الإجابة على أطفالنا:
أولا: لا ينبغى أن ننهر الطفل على طرحه هذه الأسئلة، بل لا بد أن نعترف له بأنه يسأل فى حدود حقوق عقله وحب استطلاعه وحتى فى إطار شطحات خياله
ثانيا: ينبغى ألا نخجل من أن نعترف أنه حتى نحن الكبار توجد لدينا أسئلة لا نستطيع أن نجزم فى الإجابة عليها
ثالثا: ينبغى أن نفهم الطفل أن الاختلاف حول هذه المسائل وارد، وأن هذا الاختلاف بين الكبير والصغير، أو بين أهل دين وأهل دين آخر هو من طبيعة خلق الله واختلاف الأجناس والطباع والأماكن
وأخيرا: ينبغى أن نحاول الإجابة إجابة بسيطة وواضحة فى نفس الوقت، ولا نصر على الإجابة بتعريف المفهوم وكأننا نؤلف قاموسا (معجما) بل نحرص على الناحية النفعية فى الإجابة وضرب الأمثلة:
كيف تساعدك مؤسسة الرخاوى؟
توفر مؤسسة الرخاوى بعض الورش العلاجية لتطوير وتنمية مهارات الطفل وتحسين الوظائف المعرفية والمهارات الحركية الدقيقة والمهارات الحركية والمهارات الاجتماعية من خلال مركز دايماً أصحاب التى تٌقدم للأسرة لتطوير سمات شخصية الطفل