fbpx

 أسباب الإدمان الشائعة، ليست جامعة ولا مانعة

 أسباب الإدمان الشائعة، ليست جامعة ولا مانعة،

إن النظر فى أسباب الإدمان مهم من حيث المبدأ ، إلا أن الإفراط فى تفسير الظاهرة بأسباب حدثت فى الماضى قد يقلل من قيمة قراءة ما “تقوله” الظاهرة. علينا أن نهتم بالسبب بقدر مانهتم بالدلالة.

ومن أهم الأسباب الشائعة

 (1) تفكك الأسرة

الأسرة المفككة (أساسا بين الوالدين) تعتبر قوة طاردة مشتــِّتة لأفرادها وهذا الطرد (النفسى أساسا) قد يجعل أيا من أفرادها يلجأ إلى تشكيل ثلل (أسـَـر!) بديلة، أو الهرب مما يواجهه من تفسخ

(2) غياب (و/أو ميوعة)الوالد(ية)

طفولة الإنسان طويلة، وقد تمتد طول العمر خاصة عندنا فى مصر (والبلاد المماثلة)

وبالتالى فإن الغياب الفعلى أو النفسى لأحد الوالدين يحرم الأبناء والبنات من احتياجاتهم التى فرضتها إنسانيتهم ثم ثقافتهم، ومن ثـَـمَّ فهو يمهد للهرب أو يبرر ويسهل اللجوء إلى والدية زائفة، واعتمادية خطرة.

 فى حالة الإدمان تأتى الاعتمادية على المواد الإدمانية كمنقذ (والد) زائف يثبت أنه مهرب خطر ضار بلا أية قدرة على الدعم المناسب.

(3) سوء الأحوال الاقتصادية

تؤدى سوء الأحوال الاقتصادية إلى:

 “الشقاء – والإحباط  – والبطالة – والقهر – والحرمان – والشعور بالظلم”.

كل ذلك يؤدى بدوره إلى الضياع فالهرب فى المخدر الأرخص والأخطر

 إلا أننا لا ينبغى أن نربط ربطا سهلاً بين الفقر والإدمان، خاصة أن معظم المواد الإدمانية باهظة الثمن.

 إن البطالة مثلا وهى مواكِبَةْ للفقر عادة، هى أخطر فى ذاتها من مجرد الضيق المادى الناتج عنها.

(4) سفه الرفاهة الماديـة

إن وفرة المال دون وعى أو مسئولية يخلق ما يشبه  المشكلة فى كيفية التمتع بهذا المال السائب السهل، وربما يستتبع ذلك زيادة المصروف للأولاد بما يفسد ابن الثرى وصحبه معا، ومن ثم: الإدمان  .

(5) مرض نفسى (ظاهر أو كامن)

أعتبر بعض الباحثين أن نسبة من المدمنين يعانون من مرض نفسى (أو عقلى) كامن أو مهدد أو بادئ، وأنهم من خلال التجربة والخطأ يحاولون تجنب ذلك لاخفاء المرض أو إجهاضه، فإذا نجحت مادة من المواد ما فى هذه المهمة، فإنهم يرتاحون إليها، ويعاودون تعاطيها، حتى يعتادون على ذلك، وهذا ما يسمى أحيانا “التداوى الذاتى”، وهذا لا يعنى أنه تداوٍ فعلاً، لكنه بديل عن التداوى “بالجهود الذاتية” إن صح التعبير.

ثم إن الطب الأحدث قد بالغ فى الاتجاه– للأسف – لمثل ذلك، وإن كان هذا يحدث عادة بحسن النية فى الأغلب، إلا أن استقبال الناس السلبى لهذا المفهوم قد يكون ضارا حتى يؤدى إلى مشاكل إدمانية. ذلك أن الأطباء حديثا يروجون أكثر فأكثر للعلاج السحرى بعقاقير السعادة، والطمأنينة، والخدر اللذيذ. فتصل للناس رسالة ضمنية أن “الكيمياء هى الحل”،

ومن خلال الجهل، أو سوء الفهم، أو التجريب تبدأ قصة الإدمان لمن صدّق هذا الاختزال، وذلك أملا فى تحقيق الحلم السحرى بالرفاهية والطمأنينة السابقة التجهيز والطمأنينة السلبية، وهو حلم لا يتحقق أبدا.

6- عدم انضباط صرف الأدوية

ما زال نظام صرف الدواء فى مصر غير منضبط بالمرة. فشرط كتابة كثير من الأدوية على وصفة “روشتة” لا يصاحبه عادة انضباط مخزنى، لأن المريض لا يسلم الروشتة للصيدلية غالبا، وبالتالى فالصيدلى غير ملزم بتقديم جرد مخزنى منضبط لصرف تلك الأدوية

ثم إن الحصول على وصفة “روشتة” ليس بالأمر الصعب عند أغلب المتعاطين، الأمر الذى يسمح بصرف أى كمية سواء بالطرق الودية أم غير ذلك.

هذا فضلا عن استسهال الأطباء (مختصين وغير مختصين) كتابة العقاقير ذات القابلية المحدثة للإدمان (فضلا عن المشروبات والأقراص المضادة للسعال، بما تحوى من كودايين يستعمله المدمنون للتسكين فالغيبوبه أحياناً).

7- الوراثة: لوحظ تواتر ظاهرة الإدمان فى أسر بذاتها، لكن هذا لا يعنى أن هناك جينات خاصة بالإدمان، حيث لا يمكن بسهولة فصل العامل الوراثى عن التأثير البيئى. ثم إنه لوحظ أيضا تواتر الحدة الإنفعالية وبعض الاضطرابات النفسية فى أسر المدمنين، وهذا قد يشير إلى أن ما يورث هو استهداف لانحراف عن السواء يتجلى فى صور اضطرابات متعددة، والذى يحكم ذلك هو عدة عوامل متضفرة معا، فتظهر هذه الظاهرة أو تلك، ومنها: الإدمان

اترك تعليقاً

إغلاق