إيه عرفك إنها كدبة؟ قال كبرها
إيه عرفك إنها كدبة؟ قال كبرها
يقول ألدوس هكسلى إن العلم هو شحذ وتدقيق لما هو منطق عام (المنطق السليم).
إن قراءة الوعى الشعبى تحتاج لمنهج خاص، لا يصلح فيه الاكتفاء باتباع المنهج الكمى التجريبى المغلق، ولا الإحصائى الرقمى أحيانا، مع أن البديل عن هذا المنهج المحدود هو بديل مـُـشـْـكل ضوابطه أصعب، وإذا كان ألدوس هكسلى يدافع عن المنطق العام Common Sense ويعطيه قيمته التقييمية المنهجية، فنضيف نحن بين قوسين (المنطق السليم) (Sensible logic)، فما ذلك إلا لأن ثقافتنا تلوثت إلى درجة أصبح معها المنطق العام ليس مرادفا للمنطق السليم، المنطق العام مرتبط بشكل ما بمفهوم إحصائى ضمنا، أما المنطق السليم فهو مرتبط بمفهوم الهارمونى والتماسك الداخلى أساسا، (بما يسميه البعض الفطرة الأصلية)
المنطق السليم هو ما بدا متناسقا فى ذاته، نافعا فى استعماله، عاما فى احتمال تطبيقه.
ولكن بأى مقياس لو سمحت؟
حين لا نجد الجواب سهلا، يتصدى المنهج الكمي/التجريبي/ الإحصائى يؤكد أنه هو الأصح ولا صحيح غيره، ولا بديل له، وهذا ما نحاول تفنيده).
المثل الشعبى (كما نكرر دائما) هو جماع اتفاق ما، فى مرحلة بذاتها، وهو غير صادق فى ذاته، وغير كاذب فى ذاته، ولكنه إشارة إلى بعض ما اتفق عليه الناس فى وقت معين فى سياق معين. وهذا المثل المطروح الآن يؤكد أن المبالغة فى البعد عن المنطق السليم (الفطرة، المعقول، المقبول، المناسب، العادى!) هو الذى يفسد المصداقية، ونكتشف هذه المبالغة من ضخامة “الكذبة” ولامعقوليتها!