الفصل بين السواء واضطرابات الشخصية
حتى نستطيع الفصل بين السواء واضطرابات الشخصية، لابد من التقدم بخطوة جريئة تتناسب مع مفهوم النمو، وهو التفرقة بين
1 – الصحة الإيجابية: وهو الوجود الذى يعنى استمرار مسيرة النمو فى نبض هادئ ولافى متصاعد دائم.
2 – الحياة العادية: (السواء بالتوسط) وهو الوجود الذى يؤكد التشابه مع الآخرين حتى ولو على حساب توقف مسيرة النمو لفترات طويلة أو دائمة.
3 – التوقف والانحراف: (اضطرابات الشخصية وبعض أنواع العصاب المزمن) وهو الوجود الذى يعنى تجمد غائر، أو سوء تركيب نمطى، أو ماشابه، حتى يتأكد توقف الشخصية تماما.
4 – التدهور التفسخ: (الذهان الفصامى خاصة) وهو الوجود المتراجع فى فى نبضات سلبية مفككة، ثم فى تباعد تنازلى مضطرد.
ونلاحظ من هذا الترتيب أنه فى النوع الثانى من الوجود قد تتوقف مسيرة النمو، ونضيف أنها قد تنحرف، إذا فالفرق فى هذه الحالة بين هذا النوع وبين النوع التالى – اضطرابات – هو فرق كمى بالضرورة، كما أنه فرق يتعلق بعامل الزمن وسوء التناسب كذلك، فتوقف النمو بعد منتصف العمر ليس خطيرا، بل يكاد يكون متوقعا (وإن كان ليس حتما بدليل وجود النوع الأول كمثال للنمو المستمر).
خلاصة القول أن الفرق بين السواء واضطرابات الشخصية يمكن أن يوضع فى هذه النقاط:
1 – المقياس الزمنى: أن يحدث توقف النضج النبضى فى الطفولة المبكرة تماما، بحيث يصبح النمو بعد هذا التجميد الطفلى مجرد زيادة فى حجم الشخصية وليس إعادة تركيب مكوناتها، وكثيرا مايظهر هذا فى هؤلاء الذين “لايراهقون” على حد قولهم أحيانا.
2 – المقياس التوسطى: أن يحدث التوقف مصاحبا بأشكال غريبة وشاذة عن المتوسط الحسابى لسلوك المجموع فى بيئة ما، فى فترة معينة من الزمان.
3 – المقياس التكيفى والنتاجى: (الكمى: ضمنا) أن تكون مظاهر التوقف أو الانحراف النموى شديدة لدرجة تعوق التكيف، أو تسئ إلى الآخرين إساءة مباشرة وصادمة، أو تشل الكفاءة الانتاجية والاستقلال تماما.