العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة وتأثيرها عن العلاقة النفسية
الزواج هو علاقة متعددة المحاور، ولا يمكن إهمال أحدها على حساب الآخر، أى أنه لا يكفى أن تنجح إذا وفق الزوجان توفيقا تاما فى الجانب العاطفى مثلا دون الجسدى، أو فى الجانب الفكرى دون العاطفى وهكذا .. (أى أن العلاقة الجنسية تؤثر على العلاقة العاطفية والفكرية)، كما أن العلاقة النفسية تؤثر على العلاقة الجنسية… وهكذا.
لكن الأمر يحتاج إلى إيضاح، فأحيانا ما تكون صعوبات العلاقة الجنسية خفية، خاصة فى المجتمع العربي، خاصة عند النساء. وذلك للافتقار إلى الثقافة الجنسية من ناحية، ولسوء تقدير الزوج وعدم كياسته من ناحية أخرى، وحين لا تكون هذه العلاقة علاقة متكاملة بين إنسان يحترم إنسانا إذ يقترب منه لدرجة الالتحام الجسدى، تصبح أشبه بالتفريغ الميكانيكى لحلة البخار (بل إننى لا أسميها حيوانية أو بدائية، فالغزل بين الحمام مثلا هو أرقى أنواع التمهيد)
وأحيانا ما أقيس التوافق الزوجى بعلاقة الزوجين بعضهما ببعض بعد الممارسة الجنسية،
هل ازدادا اقترابا من بعضهما البعض؟
هل ظلا متيقظين يتحدثان بعض الوقت؟
هل استدار كل منهما للآخر وغط فى نوم متباعد؟
هل تشاجرا بمجرد أن انتهت الحاجة الفسيولوجية؟
ومن واقع الإجابة على هذه التساؤلات أستطيع أن أقول إن هذان زوجان يمثل الجنس بينهما إعلانا لتفاهم وأملا فى تواصل إنسانى عميق، أو على العكس: هذان زوجان يجمعهما السرير قسرا فسيولوجيا ثم يفرق بينهما تراكم الاحتمال بلا اختيار.
أما عن الحالة النفسية فهى شديدة الدلالة أيضا، إذ أن الحالة النفسية كثيرا ما لا تجد وسيلة للتعبير عن نفسها إلا فى السرير، وبعض الزوجات يخطئن حتما وهن يستعملن الجنس لتحقيق بعض المطالب، أو لإظهار بعض الاعتراض، فالجنس ينبغى أن يكون أرقى من صفقات البيع والشراء،
ولا بد أن يتعلم الزوجان كيف يعبران عن واقع حالتهم النفسية بطريق لفظى، أو سلوكى مباشر بعيدا عن تشويه أسمى وأعمق علاقة بينهما، وإلا فقد الزواج قدسيته.
وإذا لم يتوفر للزوجين تلاؤم على كل المحاور، وإذا لم يعمل النجاح على محور بذاته على تدعيم النجاح على المحور الآخر وهكذا، فإن الحياة الزوجية تصبح إما تعيسة أو فى خطر.