fbpx

الشمولية (كأساسيات من حركية العلاج الجمعى)

الشمولية عندنا تتخطى مستوى تشابه مشكلات، أو مشاعر، أو تشابه داخل المرضى بعضهم ببعض إلى التشابه بين المرضى والأسوياء بما فى ذلك المعالجين بدءًا بالمدرب (المعالج الرئيسى) إلى المتدربيين (فالمعالجين المشاركين) وكثيرا ما ينبه المعالج الرئيسى المعالج المساعد إلى الالتفات إلى التفرقة بين مشاعر المشاركة التى يبديها ويتفاعل بها مع المريض، ومشاعر الشفقة التى لاتخلو – ولو فى السر- من الفوقية والحُكمية أيضا”، وفى حدود الاتفاق المبدئى فى التدريب وحق المتدرب أن يعتذر متى شاء إذا حسب أن جرعة التفاعل أكبر من احتماله، يعرض القائد أو أى من المرضى على المتدرب أن يشعر بما يشعر به هو، وليس من حق القائد أن يعتذر

إن الكشف عن وجه الشبه بين السليم والمريض، وبين المعالج والمتعالج، سواء فى تفاعل مشترك أو فى لعبة يمارسها الجميع واحدة واحدة، يفيد كثيرا فى تأكيد مبدأ الشمولية، ليس فقط شمولية المعاناة والأعراض وإنما شمولية الطبيعة البشرية والآلام العامة والفرحة الأساسية (دون أسباب) يسرى هذا تماما على المعالج الرئيسى ومن البداية، وهو يستجيب لتداخلات المرضى أو ملاحظات المساعدين (أو المتدربيين) مثل هذا يسرى على المتدرب بعد انتهاء مرحلة الأمان (حق استعمال النور الأحمر) التى يحددها هو بنفسه دون شروط ودون ضغط من المدرب (المعالج الرئيسى) .

أفادت الشمولية أيضا فى التقريب بين أفراد المجموعة ليس فقط فيما يتعلق بالأعراض أو بالحقوق والمشاعر وإنما امتد ذلك إلى توحيد العلاقة بالعامل المشترك الأعظم الذى اسميته “الوعى الجمعى للمجموعة” الممتد تلقائيا إلى الوعى الجماعى للمجتمع (ثم للكون إلى وجه الله كما اعتدنا أن نستعمل مثل هذا التعبير بين الحين والحين) فَتتُجَاوز بذلك الفروق الفردية فى درجة الالتزام الدينى وحتى الفروق بين الأديان، دون الاختباء وراء زعم التسامح السلوكى الظاهر الذى لا يمس جوهر التمييز الخفى.

تعليق عام:

الشمولية خاصة بالمعنى الذى أورده “يالوم”، ظاهرة تحدث تلقائيا، وهى تعتبر من أساسيات حركية العلاج الجمعى، تماما مثل زرع “الأمل”، أما أنها عامل علاجى فهذا ما يحتاج وقفة متأنية، فمن وجهة نظرنا هى تبدو كنتيجة للمسار الصحيح للعلاج، أكثر منها “عامل علاجى” وإن كان هذا لا يمنع أن تكون كذلك، فهى نتيجة وعامل إيجابى فى نفس الوقت، بمعنى عكس الدائرة الجهنمية.

ثم إنه علينا أن نتذكر أن الشمولية الإيجابية لا تحل محل التفرد أبدا، ففى الوقت الذى يحتاج المريض مثله مثل أى شخص أن يشعر أنه “مثله مثل غيره” هو يحتاج جدا أن يعرف أنه ليس كمثله أحد تماما تمييزا وليس بالضرورة تفوقا، ولا معاناة.

اترك تعليقاً

إغلاق