– هل هناك أنواعا لجمال المرأة؟
ياخبر!! بديهى أن للمرأة أنواعا من الجمال بقدر عدد النساء فى العالم، وبتعبير آخر: لكل امرأة جمالها، فالجمال هو تناسق الحياة فى تناسق الوجود، وكل امرأة تستطيع أن تقف من ملامحها ووجودها موقف المايسترو المسيطر على مفاتيح ما أعطاها الله لتخلق منه نغما متسقا هى أجمل امرأة فى العالم، وللأسف فنحن حين نتكلم عن الجمال بمقاييس ثابتة، إنما نتكلم عن ما تعلمناه من قيم الجمال وليس على ما يمكن أن نتعلمه ونحن نخشع أمام دروس الطبيعة المتجددة، فالذى يعيب على امرأة ما أنفها الأفطس يكاد ينسى روعة الجمال الأسود، والذى يعيب على أخرى انحراف عيونها أوضيقهما يكاد ينسى الجمال الأصفر وهكذا، وأعتقد أنه قد آن الأوان لإعادة النظر فى معنى جمال المرأة، وأنا لا أحب أن يفهم كلامى على أنه تهوين لجمال الجسد أو الاكتفاء بما يسمى جمال الروح أو جمال العقل، وإنما أنا أعنى الإشارة إلى أن الجمال الحقيقى هو يعتمد على موقف المرأة (والإنسان عامة) من ذاته، من صورته عن نفسه أولا، صورة جسمه، وصورة نفسه، وصورة وحدته الكلية فيمن حوله وما حوله، وبقدر قبول المرأة لهذه التوليفة فى سلاسة وثقة، ينعكس جمالها على من حولها ليفرض نفسه ليس بملامح لها مقاييس معينة، وإنما بحضور يقحم نفسه على الوعى العام ليصير جزءا من منظومة متسقة.
– هل كثرة الماكياج أو قلته له علاقة بالحالة النفسية للمرأة؟
طبعا فالماكياج هو لغة فى ذاته، وبقدر وعى المرأة لذاتها وتقبلها لهذا التناسق البديع فى أوجه وجودها، تستطيع أن تضيف خطا هنا، أو تعمق مسحة هناك، هذا هو الماكياج الذى يعلن أن فعل الإنسان هو مرتبط بالطبيعة، ملتقط لإيحاءاتها، مظهر للغتها.
أما الماكياج الذى يأتى ليغير الطبيعة سواء بالإفراط فيه، أم بالتقليد الأعمى، أم بالإضافة غير المناسبة فى الموقع غير المناسب، فهذا تشويه متعمد، وكثيرا ما يلاحظ الناس مثلا أن عروسا ما يوم عرسها تبدو أقبح من حقيقتها بسبب هذا التنافر التزيينى والمبالغة غير المحسوبة، وحالةالمرأة النفسية مرتبطة بكل هذا.
– ما هى الأمراض التى تصاب بها المرأة حين تشعر أنها غير جميلة؟
إن مجرد شعور المرأة أنها غير جميلة هو فى ذاته مرض قائم، وأنا لا أنفى أن ثمة امرأة هنا وهناك قد أصيبت بامتحان البعد عن التناسق، سواء تناسق تقاطيعها مع بعضها البعض، أو تناسق مقاييس جمالها مع المألوف فى بيئتها، لكن المرأة فى كل حال، ومن واقع الوعى الجمالى بحقها فى الحياة وبتقبل طبيعتها كما هى كنقطة بداية، ومن واقع أن الجمال يبدأ بما تستشعره هى لا ما يفرضه عليها الآخرون، مثل هذه المرأة تتمتع بقدر فائق من الثقة والصحة، أما شعورها بأنها غير جميلة فهو يعلن انفصالها عن ذاتها، عن كليتها أكثر مما يعلن حقيقة لا جمالها. بل هناك نساء يشعرن بدمامتهن وهن من أجمل ما يكون، وقد تشعر المرأة أن جزءامن ملامحها ليس جميلا وهو جميل فعلا، نشاهد ذلك فى بعض من يستعين إلى عمليات التجميل دون مبرر حقيقى، وما هذا السعى إلا إعلان عن صورة مشوهة لجسدهن تتنافى مع الواقع، ولو استجاب الجراح لمثل هذه المطالب لحدثت – فى العادة – مضاعفات جسيمة.
ومع ذلك فلابد أن نعترف أن المرأة التى حرمت كثيرا من مقومات الجمال كما تشيع مقاييسه فى بيئتها تتعرض لبعض إيذاءات المجتمع القاسى من حولها، بما يترتب عليه آلاما نفسية قد تصل لحد المرض، لا بسبب دمامتها أساسا، وإنما بسبب قسوة المجتمع حولها.