دروس شهر الصيام
1- ما هو أهم درس فى الصحة النفسية يلقنه شهر الصيام، ويرد الى الصائم والأمة الإسلامية، الوعى إلى النفس والعقل؟
أولا: أحب أن أنبه إلى أنه لا يوجد أمر واحد ولا عبادة واحدة ترد للأمة الإسلامية الوعى الى النفس والعقل.
ثانيا: إن العبادات جميعا ينبغى أن تؤخذ قبل كل شئ بإعتبارها عبادات سواء فهمنا فائدتها أم لم نفهم، والله سبحانه لا ينزل إلا ما هو مفيد للبشر يعمرون الأرض، فلا ينبغى الإسراع بتفسير العبادات – مهما حسنت النوايا – بفوائد صغيرة، مهما كانت كثيرة.
ثالثا: أهم درس فى الصحة النفسية هو كسر العادة، وتعلم القدرة على التأجيل، وكسر العادة يلهم الإبداء، والقدرة على التأجيل يلهم المسئولية، لكن الصوم لم يسن لهذا وذاك مباشرة، وإنما لأنه عبادة لا أكثر ولا أقل .
2-هل يساهم درس الصوم فى إثارة وتعميق ما قد يحتويه عقل الفرد والمجتمع من معلومات تنير له الطريق نحو استيعاب السلوك المتمدين وآدابه الأخلاقية الإجتماعية؟
فإنى أتصور أن فى الصوم رقة وعزوبة، أكثر مما فيه من صبر وتحمل، والرقة والعزوبة من أجمل الصفات الحضارية، هذا لو افترضنا اننا لم نمح هذه الرقة والعذوبة بالجشع والإسترخاء الحيوانى بعد الإفطار نتيجة التخمة والكسل معا
3- الصوم يتسامى بالنفس على غرائزها، لكى يكتشف الإنسان عقله وقدرته على التمييز بين ماهى سلوك أدبى يتصف بالمدنية، وهو فى الأصل سلوك دينى أخلاقى اجتماعى، وبين ماهو سلوك لا يحمل تلك الصفات، ويجذبه نحو التخلف، مامدى تأثير درس الصوم فى الارتقاء بالسلوك الأول للإنسان وآدابه ؟
أرى أنه لايصح أن نعامل الغرائز وكأنها مرتبة دنيئة من الوجود ينبغى أن ننكرها أو نتنكر لها، فالإسلام بوجه خاص يسمو بالغرائز لايتسامى عنها، فهو يحترم الجوع والعطش والأكل والشرب والجنس بل والعدوان الإيجابى، والمطلوب بالنسبة للغرائز هو ان تندمج فى الكل، أى أن تدخل فى كيان الإنسان المتكامل كجزء أساسى لوجوده، وليس كرغبة مستقلة، أو نزوة مندفعة.
وأظن أن الصوم يروض غرائز الجوع والعطش والجنس والعدوان، وترويض الغرائز واحتواؤها هو التنظيم الأمثل للوجود البشرى.
4- شهر رمضان يدفع النفس الى أن نعيش حالة من الروحانية تعلو الحواس الخمس وما فوق العقل الواعى، هل هذه الحالة تعتبر طاقة جديدة تنطلق من أعماق النفس وعقلها الناطق، يمكن أن يستفيد منها الصائم – كيف ذلك ؟