خدتك عُـوَاز خدتك لــواز، خدتك أكيد العوازل كدت انا روحى
خدتك عُـوَاز خدتك لــواز،
خدتك أكيد العوازل كدت انا روحى
عقدت الصفقة الزواجية ابتداءً (ملحوظة كلمة صفقة هى كلمة واقعية كريمة!!) على أساس واضح تماما: فالزوجة (الشجاعة هنا) تعلن آمالها التى كانت قد عقدتها على هذه العلاقة، وأن الزواج قد تم، من وجهة نظرها ليحقق ثلاثة طلبات، أو احتياجات، أو آمال.
(1) الحاجة، (العوزان): ونذكر أنه فرق بين “الحاجة إلى“، و”الـرغبة فى” و”الـحضور مع” و”الانضمام إلى“، وكل هذه التعبيرات تختفى كثيرا تحت مسمى شائع يقال له “الحب”، وأحيانا ينتطم فيما يسمى الزواج، وهى صفقة مشروعة، وإنسانية، وطبيعية، لكنها على المستوى البشرى هى ”بداية علاقة محتملة”، وليست ”غاية سعى عطشان أو جائع.”
والمثل هنا ينبه أن المرأة تبينت أنها كانت “تحتاج إلى شريك”، لا لتبدأ معه، ولكن لتهدأ عنده (وصلنى ذلك لأول وهلة: بمعنى التوقف)، [خدتك عـُوَازْ].
(2) الملاذ (من لاذ): وهذا أمر مشروع تماما ووارد طول الوقت فى عمق الصفقة الزواجية، بل وصفقات الحب كذلك، وبالنسبة للمرأة بوجه خاص وفى مجتمعنا نحن بوجه أخص، فالمرأة تعتبر أن من أهم ما يحقق لها الأمان، (وأحيانا يصبرها على الهوان) أن تتزوج من يمنحها هذا الملاذ أو المأوى،، أو حتى يعد بذلك (ضمنيا عادة)، أو تأمل فيه على الأقل، وهذا مصداقا للمثل الآخر القائل:
”ضـِلّ راجل ولا ضـِلّ حيطة”
والمرأة عندنا – غالبا أو عادة - تستظل بالرجل فى صورة معلنة، يراها الجميع، إذ يقوم رجل ظاهرللعيان، فى مواجهة شمس الواقع الحارق والمُلاَحـِق، فيلقى بظله أمام الجميع، فتستظل به هذه المرأة التى أعلنت أنه هكذا أفضل من “حيطة”، وقد خطر ببالى أن أقارن بين الظلين، ولماذا يُـفـَضـَّلُ ظل هذا الرجل على ظل الحيطة، فخطر ذلك ببالى وأنا أشاهد هذه البدعة الجديدة المسماة الدِّشَ (طبق الاستقبال الهوائي) وهى تتكيـّف لتلتقط الإشارات من العالم، ووجدت لها ظلا جميلا قادرا على التكيف مع المتطلبات، خطـَـرَ لى أن ظل الرجل لكى يظل أفضل من ظل الحائط لا بد أن يكون مرنا هكذا فى مواجهة ضغوط الحياة وألعاب المجتمع من حوله، وبالتالى يصلح ملاذا للمرأة التى تحتمى به، أكثر من ظل حائط ثابت لا يحمى إلا من يكمن بجواره.
(3) المـِلـْكية: ولن أطيل هنا فى شروط الملكية والتخصيص فى المؤسسة الزواجية، لكنها من أهم الشروط غير المعلنة فى هذه المؤسسة، وهى ممارسة قديمة وأساسية تدخل فيها كل قيم ورموز التملك عموما وعادة ما يحتدّ التملك كلما زادت قيمة الممتلكات مثل العربات الفارهة، والمجوهرات الباهظة، والمقتنيات النادرة، وكلها ليس لها وظيفة فى كثير من الأحيان إلا أن تعلن قدرة من يمتلكها على امتلاكها، وقد بلغنى من تعبير”أكيد العوازل” أنه بمثابة إعلان أن هذا الرجل (المـُتـَميـِّز بكذا وكيت) هو ملكى أنا، وهذه الظاهرة – فى المؤسسة الزواجية خاصة، نجدها عند الرجل الذى يحرص على إظهار جمال زوجته (أو صاحبته) أمام الآخرين، لا ليعرضه للفرجة، أو لكى لا يحرم الآخرين من متعة النظر إلى التناسق الجميل، وإنما ليعلن ضمنا “أن هذا الجميل جداً هو ملكى أنا، ولى وحدى حق الاستمتاع به”!، ولعل هذا ما تضمنه بالقياس قول الزوجة – بدورها- هنا فى المثل “أكيد العواذل”