fbpx

توهم المرض العضوى

 ماهى سمات الشخصية المريضة بمرض الوهم؟

من الناحية العلمية البحتة لا يوجد مرض أسمه مرض الوهم، وإن كنت أوافق على وصفك بأنه “توهم المرض العضوى”، وللأسف هو يسمى باسم غريب وهو “المرُاق”، ورغم غرابته فهو اسم عربى جميل.

وليس للمريض بهذا المرض شخصية محددة المعالم لأن أى شخص أيا كان يمكن أن يشكو من أعراض جَسَدِيّة بدون وجود مرض جسدى. إن ذلك يحدث عموماً فى البلاد والأقل تحضرا وأقل حرية حيث يتكلم الشخص بجسده ما دام لا يستطيع أن يبوح بما يعانيه لمن يحسن الاستماع.

– ما هى حقيقة هذا المرض؟

حقيقة هذا المرض كما ذكرت حالة أنه “لغة الجسد” تعبر عن حالة انفعالية لم يستطيع المريض أن يعبر عنها بالألفاظ أو بالتعبير الوجدانى المباشر، وكثيراً ما يكون هناك مرض جسدى عابر شفى منه المريض بعد معاناة جسدية شديدة، لكن الآلام تتبقى بعد زوال أسبابها الجسدية، شئ أشبه بتعود الجهاز العصبى على شكوى بذاتها.

كما أنه فى حالة المرض الجسدى يلقى الشخص من الرعاية ما لم يعتده فى الأحوال العادية، وقد يواصل الشكوى بعد ذلك طلبا لإستمرار الرعاية والاهتمام، يحدث هذا بشكل لا شعورى طبعا، وإلا أعتبر الشخص متمارضا لا مريضا.

– ما هو السن الذى يكثر فيه التعرض لهذا المرض؟

يحدث هذا المرض فى أى سن لكن فى مصر هو يكثر عند النساء فى منتصف العمر (20 – 60) تقريبا، ربما لأن فرص النساء فى مجتمعنا أقل فى مجال التعبير، على أن كثيراً من الأطفال يشكون من أعراض جسدية كتعبير عن الخوف من المدرسة مثلا أو عن الاحتجاج على الوالدين وهكذا.

– ما هى أسباب المرض؟ وما هى أعراضه؟

أسباب هذا المرض مثل معظم أسباب الأمراض النفسية لا تقتصر على ظرف واحد، ولكن هناك عوامل متعددة تتداخل مع بعضها البعض وتعتبر مسئولة عن ظهور هذا المرض، مثلا هو يحدث عادة فى الأشخاص متوسطى الذكاء أو دون المتوسط، وفى ظروف ضغط المجتمع على الفرد مع حرمانه من الاحتجاج أو التعبير، وأحياناً بعد فقد عزيز حيث يشكو المريض من نفس الأعراض التى كان يشكو منها الراحل (الوالد مثلا أو الأبن) فإذا كان الراحل يعانى من ذبحة صدرية مصاحبة بالآم فى الصدر، فإن ابنه مثلا قد يشكو من نفس الآلام بعد فراق والده ويعتبر ذلك نوع من التقمص، إلا أن هذا ليس هو القاعدة على كل حال.

– ما هو علاج هذا المرض؟

علاج هذا المرض يحتاج تعاوناً وثيقا بين الطبيب الباطنى (وسائر التخصصات) وبين الطبيب النفسى، وأيضا مع الأسرة – ذلك أن كثيراً من أعراض هذا المرض قد تكون نتيجة لمواقف الأطباء الذين لا يراعوا نفسية المريض وهم يعطونه مثلا الأدوية خاملة (مثل الفتيامينات بلا داع) كنوع من الإيحاء حتى يشفى، ولكن المريض يعتبر أن هذا دليل على الإقرار بمرضه الجسمى.

كذلك كثيراً ما يقول الممارس العام للمريض أنه “ما عندكش حاجة” وكأن المرض النفسى ليس مرضا.

هذا المرض لا يعالج بالعقاقير النفسية إلا إذا كان مظهراً لمرض آخر مثل الاكتئاب فيمكن إعطاؤه مضادات الاكتئاب وهكذا.

العلاج الأساسى هو العلاج النفسى والعلاج التثقيفى والمعرفى لتطوير شخصية المريض حتى يعبر بشجاعة فلا يحتاج للتعبير بأعراضه المرضية.

اترك تعليقاً

إغلاق