fbpx

تنوع العلاجات فى حالات الإدمان (2 من 3)

ثالثاً: العلاج الجمعى - رابعاً: ‏العلاج‏ ‏التنشيطى

ثالثاً: العلاج الجمعى ‏

بالإضافة لما ذكر فى تنوع العلاجات فى إطار المجتمع العلاجى نورد ما يلى:

‏(1) ‏يعتبر‏ ‏العلاج‏ ‏الجمعى محوراً أساسياً فى المجتمع العلاجى، وقد أشرنا قبل ذلك إلى بعض تصنيفات هذه العلاجات الجماعية المختلفة.

(2) ‏يتفاعل‏ ‏المدمن‏ ‏فى ‏العلاج‏ ‏الجمعى ‏بسهولة‏ ‏فى “‏هنا‏ ‏والآن”- ‏الأمر‏ ‏الذى ‏ينبغى أن ينبهنا‏ ‏إلى‏ ‏أن‏ “هنا‏ ‏والآن” ‏التى ‏يستعملها‏ ‏المدمن أثناء إدمانه لإلغاء الماضى والمستقبل‏ ‏تختلف‏ ‏عن‏ “‏هنا‏ ‏والآن” ‏المطلوب‏ ‏تأكيدها‏ ‏فى ‏العلاج‏ ‏الجمعى، ‏الأولى ‏سلبية‏ حيث تفضل اللحظة الراهنة عن مسئولية المستقبل وربما التعلم من الماضى، ‏والأخرى ‏إيجابية لأنها تعمق المسئولية الآنية وتختبر القرار، وتلزم بالفعل القابل للاختيار‏ (‏أنظر‏ ‏قبلا‏)، ‏وقد‏ ‏يختلط‏ ‏الأمر‏ ‏على ‏المعالج‏ ‏المبتدئ‏ ‏وعلى ‏بقية‏ ‏المشاركين‏ ‏من‏ ‏المرضى ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏.

(3) يستعمل كثير من المدمنين دفاعا (ميكانزم)‏ ‏أسميناه‏ ‏بالعربية‏ “‏دفاع‏  ‏الدكترة‏”Playing Psychiatry  ‏ويلاحظ‏ ‏ذلك‏ ‏مبكرا‏ ‏من كثير‏ ‏من‏ ‏المشاركين، ‏وكأن مثل هذا المدمن‏ ‏يحاول‏ أن ‏ينفى ‏عن‏ ‏نفسه‏ ‏تهمة‏ ‏المرض‏، ‏وكذلك‏ هو ‏يبرر‏ ‏لنفسه‏ ‏لماذا‏ ‏تجمعه‏ ‏مستشفى ‏واحد‏ ‏مع‏ ‏من‏ ‏هو‏ ‏ليس‏ ‏مثلهم‏ (فى تصوره)، ‏ثم‏ ‏إنه‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏يحظى ‏بما‏ ‏يملأه‏ ‏رضا‏ ‏تعويضيا‏ ‏لما‏ ‏قام‏ ‏به‏ – ‏فى ‏تصوره‏- ‏من‏ ‏مساعدة‏ ‏الآخرين.

لابد من تميز هذه الآلية (الميكانزم) الدفاعية من احتمال قيام بعض المدمنين المتعافين بدور علاجى فعال مع سائر المعالجين بعد تدريب مناسب.

‏ (4) ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏يلبس‏ ‏المدمن‏ ‏دور‏ ‏الناصح‏ ‏الأمين‏ كأنه والد راعٍ، ‏وكأنه‏ ‏بذلك‏ ‏يكررالدورالفاشل‏ ‏الذى ‏قامت‏ ‏به‏ ‏السلطة‏ ‏الوالدية‏ ‏خاصة‏ ‏تجاهه‏ ‏فى ‏الخارج‏، ‏وهو‏ ‏الدور‏ ‏الذى ‏أدى ‏به‏ ‏ضمنا‏ ‏إلى ‏ما‏ ‏هو‏ ‏عليه‏.

(5) ‏يسهل‏ ‏على ‏المدمن‏ ‏القيام‏ ‏بدراما‏ ‏متوسطة‏، ‏أو‏ ‏لعبة‏ ‏علاجية‏ ‏سريعة أثناء العلاج الجمعى.

‏(6) ‏عند‏ ‏المدمن‏ -‏عادة فى بداية مراحل هذا العلاج‏- ‏قدرة‏ ‏جاهزة‏ ‏تستطيع‏ ‏محو‏ ‏كل‏ ‏أو‏ ‏أغلب‏ ‏ما‏ ‏يصله‏ ‏من‏ ‏خبرات‏ ‏ورسائل‏ ‏أثناء‏ ‏العلاج‏ ‏الجمعى، وذلك برغم ‏ ‏ما‏ ‏قد‏ ‏يبدو‏ ‏عليه‏ ‏من‏ ‏صدق‏ ‏المحاولة‏، ‏وألم‏ ‏التعرى، ‏وصبر‏ ‏المواجهة‏. ‏

‏يتبين‏ ‏دور‏ ‏العلاج‏ ‏الجمعى ‏بشكل‏ ‏خاص‏ ‏فى ‏المراحل‏ ‏التى ‏تتوثق‏ ‏فيها‏ ‏العلاقة‏ (‏غير‏ ‏اللفظية‏) ‏مع‏ ‏المجتمع‏ ‏العلاجى ‏ككل‏، ‏وفى نفس الوقت تفتر‏ ‏فيها‏ ‏العلاقة‏ ‏مع‏ “‏ثلة” ‏الإدمان‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏.‏

وأيضا‏ ‏تبدو‏ ‏فائدة‏ ‏العلاج‏ ‏الجمعى ‏ودوره‏ ‏للمدمن‏ ‏بعد‏ ‏الخروج،‏ ‏حيث‏ ‏يطلب‏ ‏هو‏ ‏بالذات‏ ‏أن‏ ‏يحضر‏ ‏العلاج‏ ‏الجمعى ‏أكثر من‏ ‏غيره‏ ‏من‏ ‏النشاطات‏.‏

رابعاً: ‏العلاج‏ ‏التنشيطى

ذكرنا‏ ‏فى ‏ما‏ ‏سبق أن‏ ‏العلاج‏ ‏التنشيطى ‏الجسدى ‏بالذات‏ ‏ليس‏ ‏رياضة‏ ‏بدنية‏، ‏وليس‏ ‏بهدف‏ ‏التأكيد‏ ‏على ‏اللياقة‏ ‏الجسمية‏…‏إلخ‏، ‏والمدمن‏ ‏يـقبل‏ ‏بصعوبة‏ ‏فى ‏البداية‏ ‏على ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏من‏ ‏التنشيط‏، ‏لكنه‏ ‏سرعان‏ ‏ما‏ ‏يقبل‏ ‏عليه‏ ‏على ‏غير‏ ‏توقع‏، ‏وقد‏ ‏نكتشف‏ ‏فى ‏عمقه‏ ‏أنه‏ ‏سرق‏ ‏منه‏ ‏أهم‏ ‏ما‏ ‏فيه‏ ‏إذ‏ ‏يقلبه‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏ ‏إلى ‏ما‏ ‏هو‏ ‏رياضة‏ ‏أو‏ ‏لياقة‏.‏

أما‏ ‏بالنسبة‏ ‏للتنشيط‏ ‏الآخر‏ ‏فى ‏اللعبات‏ ‏الجماعية‏ ‏فإن‏ ‏المدمن قد‏ ‏يشارك‏ ‏فيها‏ ‏بحماس‏، ‏لكنه‏-‏أيضا‏- ‏يقلبها‏ ‏إلى ‏المستوى ‏التنافسى (‏وهو‏ ‏ما‏ ‏أشرنا‏ ‏إلى ‏رفضه‏ ‏سابقا‏)‏

وفى ‏تنشيط‏ ‏الإيقاع‏ ‏الجسدى ‏قد نجد‏ ‏مقاومة‏ ‏شديدة‏ ‏للرقص‏، ‏على ‏عكس‏ ‏ما‏ ‏يتوقع الكثيرون إذ يتصور أن المدمن قد صالح جسده واخترق حواجز الخجل وقيود الجسد، وهذا غير صحيح بصفة عامة‏، ‏فإذا‏ ‏ما‏ ‏رقص أحد هؤلاء‏، ‏فإنه‏ قد ‏يرقص‏ ‏رقص‏ ‏معلمين‏ ‏أكثر‏ ‏منه‏ ‏رقص‏ ‏سماح‏ ‏جسدى ‏حر‏.‏

وعلى ذلك فلابد أن يراعى ألا‏ ‏يستعمل‏ ‏المدمن‏ ‏هذا‏ ‏التنشيط‏ ‏أو‏ ‏الترفيه‏ ‏الجماعى ‏ليؤكد‏ ‏من‏ ‏خلاله‏ ‏حقه‏ ‏فى ‏النكوص‏، ‏أو‏ ‏يعمق‏ ‏به‏ ‏مستوى ‏اللذة‏ ‏الحسى ‏الذى ‏اعتاد‏ ‏عليه‏ ‏وفضله‏ ‏حتى ‏أورده‏ ‏موارد‏ ‏الإدمان‏، ‏فنراعى ‏فى ‏كل‏ ‏نشاط‏ ‏فيه‏ ‏شبهة‏ ‏نكوص‏ ‏مفرط‏ ‏أن‏ ‏نلحقه‏ ‏مباشرة‏ ‏بواجب‏ ‏عقلى ‏واقعى ‏ناضج‏ ‏يتكامل‏ ‏معه‏، ‏وهكذا‏، ‏وكثيرا‏ ‏ما‏ ‏يقاوم‏ ‏المدمن‏ ‏ذلك‏ ‏مقاومة‏ ‏شديدة‏.‏


كيف تساعدك مؤسسة الرخاوى؟

يوفّر العلاج النفسيّ الداخليّ بمستشفى الرخّاويّ تقييمًا وعلاجًا مكثفًا من أجل تحقيق الاستقرار للمراهقين، والبالغين، وكبار السن المصابين باضطرابات نفسيّة

للحصول على مساعدة فى الحضور للمستشفى او احضار حالة اضغط هنا

 

 

اترك تعليقاً

إغلاق