المدمن المجرم
ليس كل المدمنين، ولا أغلبهم، ضحايا كما يحبون أن يشاع عنهم، وكما تحب أغلب الاتجاهات الاجتماعية الرقيقة أن تطلق عليهم. فثّـمَّ مدمنون متبلدو الشعور قساة القلب، يستعملون هذه المواد، لتزيد تثليم عواطفهم، فَتُسَهِّل عليهم القسوة والظلم والاعتداء على الغير، ثم تخرج المسألة من أيديهم حتى يصبحوا فريسة للأداة التى كانت تسهل عليهم تبلدهم فقسوتهم، وهى هذه السموم فى جسده، ومثل هذا المدمن هو فى النهاية مسئول ومتورط فى نفس الوقت – رغم إجرامه وتبلده– مثله مثل غيره من المتورطين، نتيجة لسوء الحسابات.
الفائدة والتطبيق:
إن استقبال المجتمع العلاجى لمثل هذا المدمن المجرم ليس مثل استقباله للمدمن المتورط الذى سبق وصفه، وينبغى مراعاة التعامل معه بقدر هائل من محاولات إحياء الجزء الإنسانى الذى تأكد موته بالإدمان، وليس بعيدا أن نكتشف وراء كل هذه القسوة والإجرام نوعا من المرض أو المعاناة التى يمكن أن يوجـَّه العلاج إلى وضعها فى الاعتبار، ومن ثم إحياء الجانب الإنسانى الذى يحول دون التمادى فى الإجرام والإدمان معا.