المؤسسة الزواجية
"جوزى ما حكمني"
المؤسسة الزواجية
“جوزى ما حكمني“
1- إن الحياة الزوجية إشكالة خاصة من إشكالات العلاقات البشرية، ونحن حين ندرسها، خصوصا فى مجتمعنا هذا، ندرسها من زاوية أخلاق الطبقة الوسطى أكثرمن دراستنا لها فى الطبقات الأعلى والأدنى، والتى تتمتع بمساحات من الحركة (ولا أقول الحرية) فى الداخل (فى النفس) والخارج (فى السلوك) أكثر مما نحسب أو نتصور.
2- إن صعوبة الحياة الزوجية ليست قاصرة على طبقة دون الأخرى، ولا على مجتمع دون الآخر، بل إن المجتمعات الغربية ربما تعانى أكثر من مجتمعاتنا فى هذه المنطقة، وزيادة نسب الطلاق، وتفكك الأسر هناك – على حساب الأولاد طبعا-هما إعلان لهذه الصعوبة المتزايدة.
3- إن البدائل المطروحة للحياة الزوجية، مثل العقود المؤقتة، والعلاقات الحرة على إطلاقها، والزواج الجماعى ، وغير ذلك مما شاع فى العالم الغربى، كلها حلول ليست أسهل، ولا هى نجحت كبديل، وبعض ما نجح منها كان على حساب الأسرة والأطفال حتى لو أغنى الكبار مؤقتا، وهى حلول لم تستطع أن تثبت نجاحها أمام اختبار الزمن، وإن كانت المحاولات الفردية مستمرة.
4- إن العلاقات البشرية، وخاصة فى إطار المؤسسة الزواجية تحتاج إلى جهد مثابر، ومراجعة، وحرية حقيقية، وعدل، وحركة، وإعادة تعاقد، وشروط طيبة معلنة متبادلة، وكل هذا هو ما يمكن أن نفهمه من قول المثل “جوزى ما حكمني”، أى أنه لم يبذل الجهد الكافى لإرساء قواعد ضابطة محددة (حاكمة) للعلاقة الزوجية، وليس مجرد أن الزوجة (والمرأة ) تحتاج إلى القهر والتبعية.