الكذب عند الاطفال
- ما أثر الكذب فى حياتنا العائلية؟
الكذب هو جزء من الحياة المعاصرة، فالسياسة نوع من الكذب الوطنى، والإعلان نوع من الكذب الجميل والخطير فى آن، بل إن الخيال نفسه يعتبر بشكل أو بآخر كذب مشروع، لذلك ينبغى أن ننتبه ونحن نشجب الكذب، وخاصة عند الأطفال أن نقلل من جرعة المثالية، وفى نفس الوقت نحرص على الحفاظ على نقاء الطفل وبراءته، ولا تعنى هذه المقدمة أننى أبرر الكذب، ولكنى أريد أن أقول إن فهم الظاهرة هو الذى يحدد الجرعة المناسبة اللائقة للتربية وفى حياتنا العائلية نبالغ عادة فى ضرورة الصدق، لكن عند الممارسة قد نفتقد الالتزام الكافى باتباع هذه المبادئ، وأخطر الأمور هو أن نقدم للطفل نصائح وإرشادات لا نلتزم بها نحن، دون أن نفسر له أنواع الكذب وأشكاله الخبيثة، ودوره فى الخيال والعلاقات الاجتماعية.
- ما رأيك فى الكذب على الطفل، أو أمام الطفل؟
لا بد من الرجوع إلى الإجابة على السؤال الأول لأن المسألة لابد أن تكون واقعية، فمن حيث المبدأ لا يصح أن يستهين الوالدين بوعى الطفل وانتباهه وذكاءه تحت أى ظرف من الظروف، فمثلا الوالد الذى يكذب أمام طفله متصورا أن طفله صغير لا يعى ما يجرى حوله هو مخطئ أشد الخطأ، وأكثر خطأ منه الوالد الذى يستعمل إبنه للكذب فى الوقت الذى لا يكف عن إلقاء المحاضرات عليه عن ضرورة الامتناع عن الكذب وهكذا، وإخلاف الوعد نوع من الكذب، والرد على التليفون بادعاء غياب الوالد (قد يؤمر الطفل بالقيام بهذه المهمة) هوأيضا كذب ضار، وهكذا مرة أخرى ليس معنى ذلك أن يمارس الوالدين الكذب الأبيض، أو الكذب الاجتماعى سرا، ولكن عليهم أن يتحاوروا مع أولادهم لمعرفة أنواع الكذب كما ذكرنا.