التشاؤم والتفاؤل2
ما هى الأعراض الناتجة عن حالتى التشاؤم والتفاؤل؟ وتأثيرهما على الإنسان؟
التشاؤم إذا زاد، وكذا التفاؤل هما فى ذاتهم أعراضا لمظاهر نفسية، وأحيانا أمراض نفسية أخرى، فمثلا يزيد التشاؤم فى الاكتئاب، حين يصبح كل حدث، حتى المفرح منها مصدرا للتفكير الأسود والتوجس لشر قادم، فولادة طفل (وهو حدث سعيد فى العادة) قد يأخذها المشتائم على أنها نذير بالمجاعة، وغلق الباب فى وجه القادم صدفة، قد يؤخذ على أنه نذير انقطاع أسباب الرزق وهكذا.
أما التفاؤل فأمره أعقد، وذلك لأن بعض عامة الناس تتصور أنه مزية على طول الخط، فى حين أن التفاؤل قد يكون إنكارا لصعوبة الواقع وآلام المعاناة (مثل تفاؤل النعامة ورأسها فى الرمل أنه لا خطر هناك)، وهو أيضا عرض لأمراض أخرى مثل الهوس الذى تغلب فيه لوثة المرح حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن.
وأيضا يكثر فى الأمراض التى تغلب فيها نزعة الانفصال عن الواقع مع النكوص الطفلي.
وهذا لا يعنى أن التفاؤل سلبى على طول الخط، ولكن على المتفائل ليكون إيجابا أن يتحمل مسئولية تفاؤله وذلك بأن يعمل على تحقيق ما ينتظرمنه الخير بفعل فوري، وهنا لا يصبح التفاؤل رجما بالغيب وإنما ينقلب إلى الإسهام فى تحقيق الخير.