الاغانى الاجنبية بدعوى أنها للأطفال
– ماذا عن الأغانى الأجنبية التى يبثها الإعلام (خاصة التليفزيون) بدعوى أنها للأطفال، وهى قد تحدث تشويشا ما فى نفسية الطفل؟
هذه المسألة لا ترتبط بالأغانى فقط وإنما هى مرتبطة بمسألة تقديس واستيراد لغة غريبة عن لساننا نصيغ بها فكر ووجدان أطفالنا بتقليد مباشر قبيح فى العادة وأنا لست ضد الأغانى الأجنبية بصفة عامة وقد وجدت فى بعض الأغانى الأجنبية التى يرددها بعض أطفال المدارس الأجنبية فى مصر، وجدت صدقا وفائدة افتقدتهما فى الأغانى العربية المنافقة فحين يحتفل الأولاد بقدوم الإجازة لاعنين المدرسة، والواجبات، قاذفين بكتب الحساب والنحو وسط حلقة من نيران تحرقهم، يغنون لذلك بالفرنسية فى بداية الإجازة الصيفية أغنية تقول بعض كلماتها:
تحيا الإجازة، بلا درجات عقاب
فلنضع الكراريس فى النار
والكتب وسطهم
ثم تمضى الأغنية لتقول:
إلى الجحيم كتب النحو، والإملاء، والحساب… إلخ
حين أسمع هذه الأغنية أحس بالصدق العرى البناء، ورغم ذم هذه الكتب فإنه ذم لا ينفرنا منها وإنما يعلن حقنا فى الإجازة الحقيقية، التى تمهد لدراسة حقيقية وإذا قارنت ذلك بأغانى مسطحة تقول:
مدرستى يا محلاها
أهواها وأدوب فى هواها
تعرف كيف نشوه وجدان أطفالنا عمدا وبغباء ومع ذلك فمازلت أذكر أغان تقابل الأغنية الفرنسية كنا نؤلفها نلعن بها يوم السبت (بدايةالدراسة) ونرددها فرحين ونحن ذاهبون إلى المدرسة مثل:
يا برميل النفط يا يوم السبت على الصبيان
يا منقوع الزفت يا يوم السبت على الصبيان
بل إننى أذكر أغان طويلة تكاد تتناول العلوم التى كنا ندرسها علما بالسخرية المحببة مثل:
جه أستاذ الحصة السادسة
أستاذ هندسة ويا حساب
قاللى اضرب لى خمسة فى ستة واللا اتفضل برة الباب
قلت يا بيه أضرب مين فيهم
دول تلاتين ما قدرش عليهم
وهذا ما يقابل أغنية شادية وفاتن حمامة:
آلو آلو إحنا هنا ونجحنا آهه فى المدرسة…إلخ
إذن فالمسألة ليست مسألة أى لغة نغنى بها لأطفالنا، وإنما هى أى مستوى نتخاطب به مع وجداننا أطفالا وكبارا.