أمراض الحب، وطرق الشفاء منها؟
الحب : هو عبير الحياة، ونبضة الكشف والإبداع، وإشراقة الدفء والخصب،
والمرض: هو الجمود، والنشاز، والإعاقة، والانسحاب.
حين أتذكر معنى الحب فإننى أشعر كثيرا أن ما يقال عنه حب هو فى ذاته مرض، فالحب الذى يبدأ وينتهى بين طرفيه، أى لا يفيض على باقى الناس خير وإبداعا ودفئا ، هو فى ذاته نشاز وتوقف وجمود، وهو الذى يعبر عنه المحبون بقولهم ” أموت فيه، ويموت فيه”، وأستطيع أن أعدد أنواع التشويهات (الأمراض) التى تصيب أكرم وأنبل عاطفة فى:
(1) كل ما يقلب الحياة موتا
(2) وكل ما يحجبنى عن الناس لصالح فرد أو لذة
(3) وكل ما يجعلنى أتحرك فى محلى أو لا أتحرك إطلاقا
(4) وكل ما يستغل حاجتى إلى آخر فيجعلنى أدفع ثمنها عماء وغيبوبة.
ولا بد أن نفرق هنا بين الحب والاحتياج، فالحب هو توجه مشترك فى اتجاه الناس والحياة،
أما العلاقة الصفقاتية التى تربط اثنين بعضهما ببعض لمجرد أنهما يختبئ كل منهما فى الآخر حتى لا يرى ضعفه ولا احتياجه، وكذلك لا يرى الناس ولا الحياة من حوله، فهذا أمر آخر، هذا هو قمة الاحتياج الأعمى (نقيض الحب) وهى علاقة يمكن أن نفسرها بأن المحتاج يرتبط بمن يرضى شعوره بأنه مطلوب أو مرغوب فيه، وذات مرة عبرت عن هذا الموقف فى شعر بالعامية المصرية قلت فيه:
” أنا نفسى حد يعوزنى،
وأعوز عوزانه،
يعنى أموت فيه ويموت فيه”
إشمعنى حسن ونعيمة ؟
إشمعنى بتوع السيما؟
أما كيف نتجاوز هذه السلبيات التى تصيب الحب فتجعله صفقة، أو موتاً أو عماء، فإن ذلك لا يتم إلا بالتأكد من حركية الحب فى اتجاه الناس والحياة والإبداع، بصورة مستمرة .